في معرض "ماكس 2001" للفضاء والطيران تحاول روسيا ان تستعيد مجدها الضائع في هذا الميدان، وتمحو من الذاكرة صفحات مظلمة كانت الطائرات الروسية خلالها تتساقط كأوراق الخريف. ومعرض هذه السنة الذي ينظم في مدينة جوكوفسكي القريبة من موسكو هو الأضخم في العالم، وتساهم فيه 512 شركة من 34 دولة وبينها عدد من "أقطاب" صناعات الطيران والفضاء مثل "بوينغ" و"لوكهيد" و"جنرال الكترونيك". وذكرّ الرئيس فلاديمير بوتين عند افتتاح المعرض ب"صفحات ناصعة" في تاريخ بلاده، فأكد انها كانت أول من اطلق قمراً اصطناعياً وأول من أرسل رائد فضاء، وأعاد الى الأذهان "أمجاد" طائراتها االشهيرة من طراز "ميغ" و"سوخوي" و"ياكوفليف"، لكن الانكماش الصناعي والعجز الاقتصادي أديا الى ضمور صناعة الطيران. وللمقارنة تكفي الإشارة الى ان الاتحاد السوفياتي كان ينتج سنوياً زهاء ألفي طائرة مقاتلة وهليكوبتر، في حين ان انتاج روسيا من الطائرات المدنية بلغ العام الماضي أربعاً مدنية. وكان وضع مماثل يهدد القطاع العسكري لولا طلبات كبرى من الهند والصين ودول أخرى. ولم يعرض في "ماكس" كثير من النماذج الجديدة، ولكن لفتت الانتباه طائرات متطورة منها "ميغ 29 CMT" و"ميغ 29 YBT"، وهي مقاتلات قادرة على استخدام كل أنواع الأسلحة، خصوصاً السلاح البالغ الدقة، ليلاً ونهاراً وضرب مواقع وأهداف جوية وبرية. كما عرضت شركة "ميغ" على المستهلكين "الفقراء" برامج لتطوير طائرات "ميغ 21" و"ميغ 23"، وطورت شركة "سوخوي" مقاتلات من طراز "سوخوي 27" و"سوخوي 30" و"سوخوي 35" ومقاتلات قاذفة من طراز "سوخوي 32" وأخرى انقضاضية هي "سوخوي 25 CMK". وتستخدم غالبية هذه الطائرات أحدث الأسلحة، ومنها الصواريخ العاملة بالليزر. ولإظهار القدرات المميزة للطائرات الروسية، قدمت مجموعة "فرسان روسيا" عروضاً مذهلة، إذ كانت تنطلق عمودياً لتشق عنان السماء ثم "تتوقف" وتهبط رأسياً لتبدأ حركات بهلوانية. وحفل معرض "ماكس" بنماذج من طائرات هليكوبتر أبرزها "مي 35 PM" والأنواع الشهيرة "كا 52" التي تعرف ب"القرش الأسود". وذكر المدير العام لشركة "روس ابردن اكسبورت" التي تحتكر تصدير الأسلحة الروسية ان بلاده حصلت العام الماضي على 2.8 بليون دولار من تصدير السلاح، 70 في المئة منها بفضل تصدير طائرات. وشدد على ان موسكو تعتبر اسواق الشرق الأوسط والخليج والمنطقة الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ وأميركا اللاتينية "مناطق وعرة"، وتوقع ان تصل الطاقة الاستيعابية لأسواق الطائرات الحربية عام 2010 الى 150 - 200 طائرة مقاتلة و80 - 120 طائرة تدريب و40 - 50 طائرة نقل و400 - 500 طائرة هليكوبتر سنوياً. لكنه رأى أن بلاده ستتجاوز بيع الطائرات الجاهزة إلى محاولة زيادة مبيعاتها في أسواق التحديث والخدمات، وقال ان الصناعات الروسية تواجه "محاولات لإزاحتها من هذه الأسواق"، تقوم بها دول بينها اسرائيل. وبدأت موسكو "هجوماً مضاداً"، اذ عرضت في "ماكس" طائرة من طراز "ميراج F1" تابعة لجمهورية جنوب افريقيا، تولت روسيا تحديثها وتزويدها محركاً صاروخياً متطوراً من نوع "CMP95" وصواريخ جو - جو المعروفة ب"R7Z".