رحب خطباء المساجد في العراق بمشروع المصالحة الوطنية المرتقب، معتبرين أنه الحل الأمثل لوقف نزيف الدم، خصوصاً أنه يأتي مقترناً مع حلول شهر رمضان المبارك. وطالب الشيخ محمود الصميدعي، خطيب جامع أم القرى، الحكومة بعد تشييع 20 جثماناً لمواطنين عراقيين عثر عليهم قرب الحدود الإيرانية، بتحمل مسؤولياتها ازاء التدهور الأمني في البلاد والحد من الاغتيالات التي تنفذها عصابات ترتدي ملابس المغاوير وتتنقل بسياراتها. وقال إن الضحايا"اقتيدوا من غرف نومهم في حي الإسكان وسط بغداد وبصحبتهم أكثر من 50 سيارة تابعة لوزارة الداخلية، ووجدت جثثهم بعد ذلك على الحدود الإيرانية وبدا عليها التعذيب قبل ان تحرق". وحمل على الحكومة العراقية والقوات الأميركية التي قال إنها"جاءت لإنقاذ العباد من ارهاب صدام فأوجدت ارهاباً جديداً في البلاد"، مطالباً المرجعيات الدينية بموقف واضح، وقال:"على المرجعيات ان لا تبقى صامته، لقد تكلمنا واستنكرنا كثيراً ونطالب بموقف صريح"، وناشد من وصفهم بأنهم"يدعون من منابرهم للقتل والارهاب، للاستفسار عن العصابات التي تستخدم سيارات الداخلية وتسخرها لاغتيال الشباب وتقتادهم الى أماكن مجهولة لتمارس العبث بجثثهم". وفي النجف، رحب الشيخ صدر الدين القبانجي في خطبته التي ألقاها عقب صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية وسط المدينة ب"ميثاق الشرف لتحريم الدم العراقي"، وقال:"نحن نرحب بالمصالحة الوطنية شرط ان تكون مصالحة حقيقة. ولا نقبل باستسلام الضحية للجلاد، لكي تكون المصالحة مثمرة، مطالباً البعثيين والارهابين بإلقاء السلاح والترفع عن حالات القتل والذبح والإرهاب". وقال ان المصالحة يجب أن"تكون مع المواطنين الذين لم يحملوا السلاح ولم يتورطوا بدماء الشعب، اما ان تكون مع قاتلي الوطن وخائنيه فهي ليست مصالحة". ودعا العراقيين الى التصويت ب"نعم للدستور"، معتبراً ان هذه العملية"ستوجه ضربة للإرهاب في العراق"، ومطالباً السنّة ب"فصل أنفسهم عن اصدقاء البعث اعداء العراق". وقال ان"الدستور والعملية السياسية والشيعة لا يمثلون مصدر قلق على مستقبل السنّة في العراق. والاقتراب من الدستور يعني الاقتراب من الاستقلال والسيادة الكاملة"، وان"القلق العربي تجاه وضع السنّة في العراق لا مبرر له، إذ لا خوف على السنّة في ظل دستور عادل، ولا خوف على وحدة العراق في ظل دستور قام على أساس الوحدة الوطنية"، مؤكداً ان"القلق على العراق ووحدته ينبثق من ثلاث أمور تتمثل بعودة البعثيين وديمومة نزيف الدم وفشل العملية السياسية وبقاء الاحتلال".