سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفوضية العليا تدرس اعتراض قائمتي علاوي و"الملكية" على استخدام "الائتلاف العراقي" الرموز الدينية . مقتدى الصدر يدعو المحتلين ودول الجوار الى عدم التدخل في الانتخابات
دعا رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر الدول المجاورة للعراق الى عدم التدخل في الانتخابات العامة المقررة في 30 الجاري، مؤكداً ان الانتخابات"شأن داخلي"عراقي. وقال الصدر أ ف ب في صلاة الجمعة في كلمة تلاها نيابة عنه الشيخ ناصر الساعدي إمام وخطيب مسجد المحسن في مدينة الصدر:"أطالب الدول المجاورة وغير المجاورة سواء المحتلة او غيرها بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للعراق وخصوصاً في الانتخابات". واوضح ان"الانتخابات شأن داخلي وأمرها يرجع للشعب العراقي فقط". وحض الصدر العراقيين على المطالبة ب"حقوقهم وعدم البقاء صامتين لأن نفط العراق يُنهب وليس هنالك من كهرباء أو هواء نقي بسبب الدبابات والمدرعات، ولا أمن بسبب المحتل". وتساءل الصدر:"ماذا أنتم فاعلون؟". وطالب الزعيم الشيعي الرئيس الاميركي جورج بوش بعدم التدخل في شؤون العراق والعراقيين، وقال:"هذا ليس من اختصاصك. فاختصاصك هو الحروب والارهاب". ونفى الشيخ الساعدي، من جانبه في خطبته ان يكون مكتب الصدر"قد أخذ على عاتقه مسألة حماية المراكز الانتخابية". وقال ان"هذا الكلام باطل". كما نفى ان"تكون هناك اسماء تنتمي الى التيار الصدري في بعض القوائم الانتخابية". في غضون ذلك، أكدت"المفوضية العليا للانتخابات"انها بصدد عقد اجتماع لمجلس المفوضين لدراسة المذكرتين اللتين رفعتهما"القائمة العراقية"التي يتزعمها رئيس الوزراء اياد علاوي وقائمة"الحركة الملكية الدستورية"التي يترأسها الشريف علي بن الحسين إلى المفوضية، تتهمان فيهما قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"باستخدام الرموز الدينية في حملاتها الانتخابية الامر الذي يتعارض وأنظمة المفوضية بمنع استخدام الرموز الدينية في شعارات الاحزاب وحملاتها لما له من تأثير ديني. وقال الناطق باسم المفوضية فريد ايار ل"الحياة"ان مجلس المفوضين سيعقد اجتماعاً لدراسة هذا الامر، مؤكداً ان المفوضية"كهيئة فنية لا تريد اثارة مثل هذه المواضيع الدينية بخاصة ان العملية الانتخابية نشاط مدني ديموقراطي حر"، مشيراً إلى ان"قوانين المفوضية والانتخابات ترفض مبدأ الفرض الديني على الافراد ومحاولة الضغط الديني لانتخاب جهة معينة". ولفت ايار إلى ان"ميثاق الشرف الذي وقعته الكيانات السياسية عند المصادقة عليها لدخول الانتخابات يمنح في احد بنوده المفوضية الحق بلوم الكيان السياسي الذي يخالف الميثاق وقواعد السلوك السياسي او معاقبته". وزاد ان المفوضية ليست طرفاً في النزاع السياسي لكنها"الحكم"في اي نزاع قد يحدث بحسب القوانين الانتخابية. يُشار إلى ان المفوضية منعت استخدام الرموز الدينية، بما فيها صور الائمة، في الشعارات والحملات الانتخابية، فيما عمدت قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"إلى وضع صورة السيد علي السيستاني لبيان مباركته للقائمة ولجذب الشيعة الذين يؤيدونه. الى ذلك، كشف أحد أعضاء"هيئة علماء المسلمين"عن مساع أميركية وعراقية متمثلة بالحكومة العراقية لتأجيل الانتخابات في حال اعلان الجهات الكردية والشيعية موافقتها على التأجيل بصورة علنية واعلان السنة مشاركتهم في الانتخابات مرشحين وناخبين في حال تأجيلها، وأوضح عضو الهيئة الذي رفض الكشف عن اسمه ل"الحياة"ان الادارة الأميركية وبعض الجهات الحكومية العراقية أبلغت الهيئة انها يمكن أن تطرح موضوع التأجيل في حال تعهدت الهيئة بدفع مؤيديها السنة إلى المشاركة والضغط على المقاومة لوقف اعمالها المسلحة. وأشار إلى ان"الهيئة"من جانبها رفضت هذا الاقتراح كما رفضت اقتراحاً تقدمت به الحوزة العلمية في النجف الأشرف طالبها بحض الناخبين السنة على المشاركة في الانتخابات من دون الترشيح كما فعل التيار الصدري. وأكد ان الشروط التي وضعتها ادارة بوش لدخول الانتخابات لا تتفق ومبدأ"الهيئة"الرافض لاجرائها في ظل وجود الاحتلال. ولفت إلى ان"المقاطعة السنية للانتخابات لم تأت من فراغ اذ ان رفض الشارع السني للانتخابات يأتي بسبب الحال الأمنية المتدهورة في المدن السنية، والدماء التي أُريقت على يد القوات الأميركية، وعدم وجود مرشحين سنة لانتخابهم، كما ان مقاطعة الهيئة يكملها انسحاب الحزب الاسلامي العراقي سني ودعوة الشخصيات الوطنية إلى التأجيل". وذكر انه"لا مشكلة في حال أجريت الانتخابات من دون السنة لكن المصيبة في عدم وجود أعضاء برلمان سنة يشاركون بكتابة الدستور ويضمنون حقوق شريحة مهمة في العراق". وبيّن ان"الهيئة ترفض اقتراح احدى الدول العربية بتعيين ممثلين عن السنة، من رجال الدين وشيوخ العشائر، في البرلمان المقبل في حال عدم اشتراكهم، كما تستبعد مشاركة الناخب السني في الانتخابات مع عدم وجود جهة تمثله، لكنها لن تمنع أحداً بالقوة من المشاركة أو الترشيح". وزاد ان"المرجعية الدينية في النجف ترى في اجراء الانتخابات خطوة نحو الديموقراطية والاستقرار فيما ترى الهيئة وهي مرجعية دينية سنية ان اجراء الانتخابات بوجود الاحتلال وانعدام الأمان سيفضي إلى نتائج غير نزيهة". وفي مدينة النجف 160 كلم جنوببغداد، اكد الشيخ صدر الدين القبانجي، ممثل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"الذي يتزعمه عبدالعزيز الحكيم، ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وقال القبانجي في خطبة الجمعة في الحسينية الفاطمية ان"هناك اصراراً لدى الجميع على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد. وأنا على ثقة بأنه ستكون هناك مشاركة فاعلة لأبناء السنة في الانتخابات على رغم محاولة ما يسمى بالزرقاوي مصادرة هذه الطائفة"، مشيراً الى ان"هناك 46 قائمة سنية تشارك في الانتخابات". واضاف"وما التصريحات الاخيرة للرئيس غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي إلا دليلاً على ان هناك اجماعاً على اجراء الانتخابات في موعدها". وفي بغداد، طالب الشيخ محمود الصميدعي في خطبة الجمعة من مسجد ام القرى بتأجيل الانتخابات، وقال:"الجميع يتطلع الى اليوم الذي يخرج فيه العراقيون جميعاً لينتخبوا لأن الانتخابات شأن عراقي". وتابع"لكن لا يمكن اجراء الانتخابات على اساس تهميش طائفة ما". وأكد الصميدعي ان"البلد واحد ولا يجب ان تجري الانتخابات إلا بعد ان يتفق كل العراقيين على أمرها".