أعلن المدير العام لمهرجان جرش للثقافة والفنون جريس سماوي في مؤتمر صحافي أول من أمس، عن البرنامج الرسمي لفاعليات المهرجان في نسخته الرابعة والعشرين التي ستنطلق في العشرين من الشهر الجاري، وتستمر لغاية الخامس من آب أغسطس المقبل. وتتميز فاعليات المهرجان الأشهر في المملكة هذا العام بتقشف شديد، خصوصاً على صعيد حفلات المسرح الجنوبي الجماهيرية، إذ يحيي كل فنان حفلة واحدة فقط، على غير العادة التي درج عليها بإقامة أكثر من ليلة للفنان الواحد. وفسر سماوي الأمر ببساطة ووضوح قائلاً إن هذا نتيجة لارتفاع أجور الفنانين وللأزمة المالية التي يمر بها المهرجان. لكن هذا التقشف الذي بدا على الفاعليات الفنية التي يقيمها جرش لم يطاول الجانب الثقافي والفني المجاني تماماً. وتقام الليلة حفلة افتتاح"ناعمة"قبل الافتتاح الرسمي بنحو أسبوع، بعرض لفرقة الباليه الأوروبية على المسرح الشمالي في المدينة الأثرية. وهذه هي المرة الأولى التي يتبع فيها هذا التقليد في افتتاح المهرجان، إذ جرت العادة على الافتتاح البروتوكولي في الساحة الرئيسة للمدينة الأثرية بإيقاد شعلة المهرجان ورفع علمه، ثم تقام بعدها"ليلة أردنية"يشارك فيها فنان أو مجموعة من الفنانين الأردنيين على خشبة المسرح الجنوبي. وهذا التقليد سيستمر العمل به في يوم الافتتاح الرسمي للمهرجان، وسيحيي الليلة الأردنية الأولى المغنيان الفائزان بالمراكز الثلاثة الأولى في مهرجان الأغنية الأردنية الذي أقيم في وقت سابق، وهم غادة عباسي وقمر بدوان ومحمد أمين، في إطار دعم المواهب الفنية الشابة في المملكة. ويحيي خمسة فنانين فقط ليالي المسرح الجنوبي الغنائية، وهم هاني شاكر ونوال الزغبي اللذان سبق ان شاركا، وفضل شاكر وعيضة المنهالي، إضافة إلى الفنان الأردني عمر العبداللات. وعلى رغم قلة عدد الفنانين المشاركين في المهرجان، فإن فرقاً وفنانين أقل جماهيرية يشاركون عبر أمسيات تقام إما على خشبة المسرح الشمالي الصغير، أو في عمان كما درجت العادة، مثل اللبنانية ريما خشيش والعراقية سحر طه وعازفة الماريمبا المصرية نسمة عبدالعزيز، والتونسي الزين الحداد، وفرقة جنون الباكستانية، وفرقة د. الفاتح حسين السودانية، والفرقة السيمفونية العراقية، وفرقة ساردار أباد السورية. وفي إطار تخصيص ملتقيات عالمية لآلات موسيقية، يواصل المهرجان احتفاءه بالآلات الموسيقية، واختار هذه المرة آلة الكمان لإقامة ملتقى عالمي عنها يشارك فيه عازفون وأكاديميون وباحثون عرب وأجانب، منهم العازفان المخضرمان عبده داغر من مصر وجهاد عقل من لبنان، ويحل ضيفاً على الملتقى الموسيقي عبود عبد العال. وكما في كل عام أيضاً، يحتفل المهرجان باليوم العالمي للعود في الثالث من آب أغسطس، بمشاركة عازفي عود عرب وأجانب، يتقدمهم الموسيقيان شربل روحانا وعمر بشير، وفرقة منير بشير الموسيقية وسواهم. وعلى صعيد"مهرجان الشعر"الذي تقيمه جرش كل عام، غاب الاسمان اللذان تصدرا قائمة الأسماء المتداولة للمشاركة قبل الإعلان رسمياً عن الفاعليات، وهما العراقيان سعدي يوسف ومظفر النواب، لكن أسماء لا تقل نجومية تحضر هذا العام، مثل شاعر العامية المصري أحمد فؤاد نجم والفلسطيني أحد دحبور والعماني سيف الرحبي واللبناني اسكندر حبش، وسواهم من شعراء أردنيين وعرب وأجانب. وسيكون التلفزيون الأردني الناقل الرسمي لفاعليات المهرجان للعام الثاني على التوالي، بعد أن كان في عهدة محطات تلفزيونية عربية في الأعوام السابقة. ويقتصر تقشف جدول فاعليات المهرجان، الذي سيحتفل العام المقبل بيوبيله الفضي، على ليالي حفلات المسرح الجنوبي التي تقلص عددها وغابت عنها الأسماء اللامعة. وهذه خطوة طبيعية يخطوها المهرجان، وهو مؤسسة غير ربحية، في سبيل سياسة تخفيض النفقات التي يتبعها، إذ وصلت ديونه إلى نحو 256 ألف دينار أردني. ويفترض ألا تؤثر هذه السياسة التقشفية في مسار"جرش"، صاحب الدور الريادي في نشر الثقافة في المملكة، وهو يحارب على جبهات كثيرة، غير جبهة الديون. إذ انطلق مهرجان الفحيص للثقافة والفنون هذا العام في غير موعده كما كل عام بعد مهرجان جرش، ولكن وسط فتور إعلامي وجماهيري، كما إن الفاعليات الفنية لمهرجان"القرية العالمية"ستنطلق نهاية الأسبوع، وهي تحظى منذ افتتاح نشاطاتها غير الفنية قبل أيام بحضور كبير جداً، يقدر بنحو خمسين ألف زائر يومياً. هذه"المعارك"التي يخوضها عميد المهرجانات الصيفية الأردنية يمكن أن تضاف إليها المعركة الأهم، وهي تقلص الحضور الجماهيري للمهرجان في دورته الأخيرة، مقارنة بالعام الذي سبقه مع أنها أفضل من عامي 2001 و2002. فالمهرجان يواجه هذا العام خطر حضور جماهيري قليل، خصوصاً أن الجمهور"يتكاثر"في جرش تبعاً لفاعليات المسرح الجنوبي التي تبدو هذا العام فقيرة.