نفت حركة قرنق نفياً قاطعاً اتهامات الحكومة السودانية لقرنق بالضلوع في ازمة دارفور. وقال الناطق باسم الحركة سامسون كواجي في اتصال مع وكالة "فرانس برس" في نيروبي ان "الجيش الشعبي لتحرير السودان لا علاقة له على الاطلاق بما يحصل في دارفور. وسبب الازمة هو الحكومة السودانية، وتوجيه الاتهام لنا ليس سوى تضليل". وكان كواجي يرد على معلومات سابقة نقلت عن وزير الدولة في وزارة الخارجية السودانية التيجاني فضيل الذي اتهم قرنق بالتورط في التمرد الدامي في دارفور. وقال كواجي ان "على الخرطوم ان تتعامل مع أزمة دارفور بموضوعية لأنها اوجدت هذا الوضع بتصرفاتها وسياستها التهميشية". واضاف: "رداً على مطالب السكان في دارفور، كانوا يرسلون قوات بأعداد كبيرة ثم يجندون ويسلحون ميليشيا الجنجاويد". وأكد ان تنظيمه "غير معني بالتمرد الحالي في دارفور، وليست لدينا حدود مشتركة مع دارفور. وعلى حكومة السودان ان تحل هذه المشكلة". الى ذلك، حض وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني زعيم متمردي جنوب السودان جون قرنق على التوصل سريعا الى اتفاق سلام مع الخرطوم، ما سينعكس ايجابا على ازمة دارفور. وجاء في بيان ايطالي رسمي ان "فراتيني شجع قرنق على ان يحدد بالتعاون مع حكومة الخرطوم آخر التفاصيل التي تحول دون التوصل الى اتفاق سلام شامل وعلى توقيعه من دون تردد لوضع حد بذلك لعملية مستمرة منذ سنتين ونصف سنة". واكد الوزير الايطالي ايضاً ان "توقيع اتفاق السلام بين الطرفين ستترتب عليه نتائج ايجابية بالنسبة لأزمة دارفور التي قد يتضمن حلها المبادئ الاساسية التي يقوم عليها الاتفاق بين الشمال والجنوب". واوضح البيان ان قرنق زار روما بدعوة من فراتيني لان ايطاليا "تلعب دوراً بارزاً في دعم مفاوضات السلام". مفاوضات ابوجا من جهة أخرى، أعلن الوسيط التشادي في مفاوضات السلام في شأن اقليم دارفور في غرب السودان احمد علامي ان المفاوضات الجارية منذ 23 آب أغسطس الماضي في ابوجا تحت رعاية الاتحاد الافريقي سيتم تعليقها بغض النظر عن توقيع حركتي التمرد على البروتوكول الانساني ام لا. والتقى ممثلو حركتي التمرد وسطاء الاتحاد الافريقي أمس، لابلاغهم بموقفهم من التوقيع على البروتوكول الانساني الذي تم التوصل اليه في الثاني من الشهر الجاري، ولم توقع عليه الاطراف بانتظار التوصل الى اتفاق على الوضع الامني وهو ما لم يحصل بعد اسبوعين من المفاوضات. وقال احمد علامي: "هناك صعوبات، لكن اذا وقع المتمردون أو لم يوقعوا على البروتوكول الانساني سنختتم الجزء الاول من المفاوضات اليوم الجمعة". وتابع: "التقينا المتمردين لنستمع اليهم، عليهم ان يوضحوا موقفهم. سيختتمون اليوم مشاوراتهم والمفاوضات ستستأنف في وقت يتم الاتفاق عليه. نتوقع تعليقها لثلاثة او اربعة اسابيع". ورداً على سؤال عن حصيلة المفاوضات قال الوسيط الافريقي انه "لا يمكن الحديث عن فشل. لسنا محبطين، نحن واثقون في مواصلة المفاوضات بعد التعليق. هناك امور تم انجازها وحتى ان لم يتم التوقيع عليه، فالبروتوكول الانساني موجود". وسيطرت البلبلة على المفاوضات السودانية، بعد صدور تصريحات متناقضة عن حركتي التمرد في شأن فشل المفاوضات، فيما اعلنت الخرطوم تعليقها حتى العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل. وفي الخرطوم، افادت انباء رسمية ان اربعة رجال شرطة بينهم ضابط قتلوا خلال اشتباكات مع متمردين هاجموا مدينة في ولاية شمال دارفور في غرب السودان. وهاجم المتمردون الخميس مدينة جار النبي في منطقة ام كدادة في شمال دارفور. ووقعت الاشتباكات بين المتمردين وعناصر من الشرطة ما أدى الى مقتل اربعة عناصر في الشرطة بينهم ضابط. وفي جنيف، أعلن مكتب مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ان المفوضية العليا لويز اربور ستصل الاحد الى السودان لتفقد اقليم دارفور. واوضح المكتب ان خوان منديس المستشار الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان سيرافق اربور في الزيارة. واشار الى ان مهمة البعثة ستنتهي في 25 ايلول سبتمبر بمحادثات تجريها اربور في الخرطوم مع المسؤولين السودانيين. وكان انان اعلن في نيويورك عن هذه المهمة داعياً مجلس الامن الى التحرك فوراً لتجنب تدهور الوضع وتفاقم الازمة الانسانية في دارفور. وقالت اربور: "سنبحث في سبل تفادي الانتهاكات الجديدة لحقوق الانسان حتى لا يعود سكان دارفور يخشون المذابح وعمليات الاغتصاب والتهجير وبقية التجاوزات".