تغلبت حركة"فتح"على"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم الاداء القوي ل"حماس"التي انتزعت مجالس بلدية ذات ثقل سكاني مثل رفح. راجع ص 7 وتنافس اكثر من 2500 مرشح على شغل 84 مجلساً بلدياً، وليس متوقعاً اعلان النتائج النهائية قبل مساء اليوم او صباح غد، علماً بأنه من المقرر اجراء جولة اخيرة من انتخابات المجالس البلدية في وقت لاحق من العام الحالي. وحدثت بلبلة في البداية عندما اعلن كل من"حماس"و"فتح"فوزه في الانتخابات، ليتبين لاحقاً ان الفوز كان من نصيب"فتح"وان كانت المكاسب التي حققتها"حماس"ليست بالأمر الهين. وفي هذا الصدد، اعلن المدير العام للجنة العليا للانتخابات المحلية فراس ياغي ان"فتح حصلت على 59.5 في المئة من اصوات المقترعين وفازت بخمسين مجلساً بلدياً في مقابل 33.3 في المئة لحماس التي فازت ب28 مجلساً بلدياً"، اضافة الى فوز كل من الجبهة الشعبية والديموقراطية بمجلس بلدي واحد ومجلسين للمستقل مصطفى البرغوثي، في حين يفترض ان تعقد تحالفات في ثلاثة مجالس اخرى. الا ان هذه النتائج لا تقلل من المكاسب التي حققتها"حماس"التي نجحت في مناطق الحضر الرئيسة وفي مراكز قوية وذات الثقل السكاني مثل رفح حصلت على 11 من أصل 15 مقعداً والبريج 12 من أصل 13 مقعداً وبيت لاهيا في قطاع غزة، وفي مدينتي قلقيلية وبيت لحم في الضفة. واعتبرت الحركة في بيان أن هذه النتائج تشكل"رداً صاعقاً"على توقعات استطلاعات الرأي و"تعبيراً حقيقياً عن حجم الحركة الاسلامية في الشارع الفلسطيني، كما تمثل التفافاً للشارع حول برنامج المقاومة والتغيير والاصلاح". ودفعت هذه النتائج الاولية عضو اللجنة المركزية ل"فتح"عبدالله الافرنجي الى التشكيك بالنتائج في البريج ورفح، داعياً الى اعادة فرز الاصوات. الا ان فريقا من المراقبين الدوليين قال انه باستثناء عدد قليل من المشاكل الهامشية، فان الانتخابات كانت نزيهة وديموقراطية بما يفي بشروط الدول المانحة للمساعدات. ويستشف من النتائج الاولية للانتخابات ان"فتح"نجحت الى حد كبير في تدارك الهزيمة التي منيت بها في المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية التي اجريت في اواخر كانون الاول ديسمبر الماضي عندما حققت قوائم"حماس"فوزا ساحقا خصوصا في مجالس قطاع غزة. وعزا مراقبون فوز"فتح"الى السياسة التي انتهجها الرئيس محمود عباس ابو مازن في اطار الاصلاحات ومحاربة الفساد ومحاولة النهوض وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطن الفلسطيني. ويعكس الاقبال الكبير على التصويت الذي بلغ 80 في المئة في القطاع و70 في المئة في الضفة، الاهمية التي تكتسبها هذه الانتخابات باعتبارها اختبارا لقوة كل فصيل على الارض ومؤشراً الى المزاج العام الفلسطيني قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى صيفاً.