استمر امس السجال بين حركتي"فتح"وحماس"حول نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي جرت في الخامس من الشهر الجاري، اذ لجأت الحركتان الى تحريض كل منهما على الأخرى والادعاء بأنها الأقوى والأكثر سيطرة على الشارع، وتبادلتا الاتهامات بالتزوير وتضليل الرأي العام والتأثير على القضاء. وعمد عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"مسؤول مكتب التعبئة والتنظيم في الحركة عبدالله الافرنجي الى عقد مؤتمر صحافي في مقر وكالة"رامتان"للانباء امس للرد على الاتهامات والتصريحات التي أدلى بها الناطق باسم"حماس"سامي أبو زهري في المكان نفسه اول من امس. في غضون ذلك، تهيأت محكمة بداية غزة امس لاصدار حكم قضائي في الطعن الذي قدمته"فتح"، في نتائج انتخابات بلدية رفح التي حصدت"حماس"12 مقعدا منها وفتح 3 مقاعد. وفي محاكاة لاسلوب ناجح اتبعته"حماس"قبل اقل من عام عندما"اطلقت"ناطقين رسميين للتحدث باسمها، فعل الافرنجي امس الشيء نفسه عندما قدم الى جانبه كادرين شابين من مكتب التعبئة والتنظيم هما ماهر مقداد ونبيل الكتري للصحافة للمرة الأولى. وقرأ الكتري بياناً صحافياً صادراً عن المكتب كان لافتا في ختامه الدعوة التي وجهتها الحركة لحركة"حماس"لفتح حوار أخوي بعيد عن الاحتقان، ومبني على"الاحترام المتبادل". ولكن هذه الدعوة جاءت بعد ان شن البيان هجوماً لاذعاً على حركة"حماس"والقيادي فيها الدكتور محمود الزهار، فضلا عما اعتبرته"فتح"تفنيداً لكل"التجاوزات البعيدة عن الروح الأخوية". ويبدو ان المؤتمرين الصحافيين ل"فتح"و"حماس"جاءا للتأثير على هيئة المحكمة التي تنظر في الطعون المقدمة من الاولى ضد النتائج التي حصلت عليها الثانية في رفح، علما ان الحركتين تؤكدان ثقتهما في نزاهة القضاء الفلسطيني، واعلنتا انهما ستقبلان قرار المحكمة حتى لو كان ضد رغبتهما، وهو ما اكده الافرنجي امس وابو زهري اول من امس. وقبل ان يتحدث الافرنجي عرض مقداد جملة من الارقام والنتائج التي اظهرتها الهيئة العامة للاستعلامات حكومية حول نتائج الانتخابات. وخلص مقداد الى القول، من ضمن جملة الارقام التي استعرضها، ان فتح"حصلت في رفح على نسبة 41.2 في المئة فيما حصلت"حماس"على 42.3 في المئة. اما في بلدية بيت لاهيا شمال القطاع، وهي ثاني اكبر بلدية في المرحلة الثانية تفوز فيها"حماس"فقال مقداد ان"فتح"حصلت على 35.5 في المئة، وحماس 36.1 في المئة. وفي بلدية البريج وسط القطاع، وهي ثالث اكبر بلدية في المرحلة الثانية تفوز فيها"حماس"، قال مقداد ان"فتح"حصلت على 42.1 في المئة و"حماس"48.2 في المئة. وختم بالقول ان"فتح"في الاجمالي حصلت على 42 في المئة من عدد المقترعين في البلديات الثماني، فيما حصلت"حماس"فيها على 39.3. اما عدد المقاعد فحصلت فتح على 58 مقعدا و"حماس"38 من اصل 96 مقعدا في البلديات الثماني التي جرت الانتخابات فيها. ورداً على سؤال حول تفعيل تعديل قانون الانتخابات العامة من جانب كتلة"فتح"في التشريعي، انسجاما مع اتفاق القاهرة بين الفصائل، كشف الافرنجي ان هذه المسألة سيحسمها اجتماع للمجلس الثوري لحركة"فتح"سيعقد في مدينة رام الله في الضفة الغربية في الثاني من الشهر المقبل. ورفض الافرنجي الرد على سؤال عن ما اذا كانت قيادة اقليم رفح في"فتح"قد استقالت اثر الهزيمة التي لحقت بقائمة الحركة في الانتخابات البلدية.