سأتناول في حديثي موضوع النظريات والشعارات والبترول في السودان وتصريح وزير الداخلية الاخير وأخطاء النظام واستخدام القوة في دارفور ودعاوى الذين يتباكون باسم الانقاذ وزج اسم اسرائيل في قضايا السودان وموضوع وحدة الحركات الثلاث، وهل يصبح السودان دولة واحدة أم دويلات؟ ودور الاحزاب الوراثية والحكومات الانقلابية؟ وأخيراً ماذا بقي للانقاذ باختصار؟ اولاً، النظرية بقيت كما هي ولكن في مقابلها بقي الذل التاريخي والظلم التاريخي والتخلف الحضاري وسقط المشروع الحضاري في السودان. لقد قامت نظرية البيطار التي وضعها في اربعينات القرن الفائت على اسس علمية بعد ان قام بدراسة الوقائع الموضوعية لظاهرة ما، وقصد الكشف عن القوانين او الانتظامية العامة وهذا هو المنهج العلمي. وكتب البيطار وكشف ان أي وحدة ناجحة لا بد من ان تقوم على ثلاثة عناصر اساسية وثمانية عناصر ثانوية مكملة. والعناصر الاساسية هي: 1- وجود إقليم قاعدة، 2- شخصنة للسلطة، 3- وجود عدو يجتمع الشعب أو أمة لمقاومته. ووجد البيطار ان القانون الأساس للوحدة هو وجود إقليم القاعدة. وان القوانين الثانوية المكملة توافر له طاقة وحدوية كبيرة. وأدخل البيطار السودان في هذه المعادلة. ونجد ان الاعداد الفكري لنا كمهمشين في السودان ان يقوم القائم على نظرية علمية تختص بالوحدة السياسية. والإعداد الفكري الجيد يتطلب التحرر وقيام وحدة حقيقية ممكن ان يكون حزب سياسي جديد تتحدد مهمته بالارتباط بالأقاليم المهمشة وضرورة احترام الاقليات وحمايتها والمطالبة بالدولة الفيديرالية وليس اندماجية. والعالم اليوم لن يتحمل استخدام دولة لقوة عسكرية ضد شعبها. وفي العودة لنظرية البيطار من"التجزئة الى الوحدة"والتأريخ كدورات ايديولوجية فإن المجتمعات المجزأة او الكيانات السياسية المستقلة التي تتجه او اتجهت للاندماج كانت تكشف عن قوانين اساسية تتكرر باستمرار في تجارب الوحدة الناجحة وبذلك تقوى وتنتصر، ويا ليت عمر البشير قرأ هذا الكتاب قبل استخدام العنف ضد اهل دارفور وتسبب في تقسيم السودان الى دويلات. وسؤ الي للبشير: ماذا بقي من نظرية البيطار بعد سقوط بغداد! وما دخل النظرية بممارسات نظام قرقوش الذي حكم بالمقابر الجماعية وفق نظرية فوقية ليس لها أي علاقة بالفكر والثقافة والعروبة والاسلام اللهم الا في مخيلة اتباعه الذين ورطوه في حروب مع ايران والكويت والشيعة والاكراد؟ هذه لست اخطاء الفكر لكنها مسؤولية وأخطاء وجرائم أنظمة مستبدة تحكم بالحديد والنار والمعتقلات والآباد ولم تلتزم يوماً واحداً بالفكر الديموقراطي. وعندما جاءت الانقاذ 1989 ورفعت الشعارات وهلل للجهاد بأناشيد الدفاع الشعبي، وقال نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع او تراق كل الدماء، وأميركا قد دنا عذابها الخ... وأضافت الى الحياة بعداً جديداً دينياً وعنصرياً صارخاً، ثم استولت على السلطة وأقامت حكماً جلب للسودان الكثير من المشكلات ودمر علاقات السودان الخارجية. وأخطاء النظام في حرب الخليج، ودفع شعب السودان فاتورته وحطم الاقتصاد السوداني وفتح ابواب السودان للارهاب. حسن آدم كوبر [email protected]