تبادل مسؤولون سوريون وعراقيون أمس اشارات رمزية للدلالة الى الرغبة في تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية بين بلديهم واعتماد الحوار الايجابي اساساً لتسوية"ملفات عالقة"بين دمشق وبغداد. وقال صلاح براوي ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في دمشق ل"الحياة"ان الرئيس جلال طالباني سيبدأ من سورية جولة على دول الجوار في 10 الشهر المقبل، للبحث في"تطوير العلاقات بين العراق وجواره، وحل القضايا العالقة بالحوار الايجابي"، في حين استعجلت دمشق امس تهنئة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري بالنجاح في تشكيل حكومته. وقالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"ان رئيس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري كان في مقدم مهنئي الجعفري بتشكيل حكومته ونيلها ثقة البرلمان، كما كانت الحال ب"الاسراع في تهنئته"لدى تكليفه تشكيل الحكومة. وذكرت المصادر امس ان عطري"جدد دعوة الجعفري الى زيارة دمشق والبحث في تعزيز العلاقات بين البلدين"، مشيرة الى ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع سيلتقي الجعفري على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الجوار المقرر السبت في اسطنبول. ويأتي في هذا السياق، بدء وزارة الخارجية السورية اختيار مرشح لشغل منصب سفير لدى العراق، بعدما تبادل وزيرا الخارجية الشرع وهوشيار زيباري رسائل للموافقة على استئناف العلاقات الديبلوماسية التي قطعت بقرار من الرئيس السابق صدام حسين قبل ربع قرن. وقال ل"الحياة"حسن علوي المرشح سفيراً للعراق لدى سورية امس ان العلاقات"ستتطور بسبب المصارحة المتبادلة"، علما ان علوي لم يعتمد سفيراً بعد في دمشق التي امضى فيها ربع قرن معارضا لنظام صدام. وبدا امس ان دمشق باتت"اكثر اطمئنانا"الى البحث في تطوير العلاقات في ضوء وجود "أصدقاء"لها على رأس السلطة العراقية. وبينما كان الجعفري ترك"انطباعات ايجابية"خلال لقائه الرئيس بشار الاسد والوزير الشرع، في دمشق قبل اشهر وحظي ب"تقدير كبير لدى القيادة السورية بسبب دوره الوطني"، يرتبط طالباني ب"علاقات تاريخية"مع سورية ومسؤوليها. وكانت الحكومة السورية سمحت رسميا للاتحاد الوطني الذي يتزعمه طالباني باحياء احتفال وسط العاصمة لمناسبة أداء الأخير اليمين الدستورية رئيساً للعراق، بالتزامن مع ارسال الاسد برقية تهنئة له. وتأسس الاتحاد الوطني في دمشق، حيث عقد اربعة اشخاص هم طالباني وفؤاد معصوم وعادل مراد وعبدالرزاق عزيز، اجتماعا في مقهى"طليطلة"في 22 ايار مايو 1975 لمناقشة البيان التأسيسي لهذا الحزب واعلان"الثورة الكردية الجديدة في كردستان العراق"، الامر الذي نقلته وسائل اعلام بما فيها وسائل الاعلام الرسمية. وتوقعت المصادر السورية توقيع الاتفاق الأمني بين البلدين بعدما عرقل توقيعه الجانب العراقي في الاشهر السابقة، علما ان مصدراً رسمياً سورياً نفى بياناً لوزارة الدفاع العراقية قبل ثلاثة ايام، افاد ان تبادلاً لاطلاق النار حصل بين قوات سورية وعراقية و"ادعى ان موقعاً سورياً كان يساعد مجموعة من المتسللين على عبور الحدود"، وأشار المصدر الى ان"تكرار هذه المزاعم والاتهامات يستهدف الاساءة وتخريب العلاقات السورية - العراقية".