فيما بدأت دمشق في الايام الاخيرة"تسريع"خطواتها السياسية والامنية والعسكرية باتجاه حكومة الدكتور اياد علاوي، قال سفير العراق المرشح لشغل المنصب في دمشق حسن علوي ل"الحياة"ان الساتر الترابي الذي بنته سورية على حدودها مع العراق"لا يمنع الراغبين في الذهاب الى الموت من ايجاد طرق اخرى"لكنه أكد ان"الخطوة الرسمية السورية اشارة ايجابية نحو العراق". وقبل ان يصل وزير الدولة العراقي عدنان الجنابي الى دمشق تمهيداً لزيارة وزير الداخلية فلاح النقيب ل"توقيع اتفاق امني"مع نظيره السوري اللواء غازي كنعان، ابلغ وزير الخارجية السوري فاروق الشرع علوي خلال لقائهما امس"موافقة سورية المبدئية"على استئناف العلاقات الديبلوماسية التي قطعها العراق نهاية عام 1980. واوضح علوي ان"العلاقات تستأنف قبل اجراء الانتخابات بداية العام المقبل الا في حال حصول طارئ"، لافتاً الى ان دمشق كانت وافقت على استئنافها خلال زيارة علاوي في تموز يوليو الماضي"لكن أموراً فنية أدت الى تأخير ذلك، ثم جرى حلها بين الشرع ونظيره العراقي هوشيار زيباري". وعلمت"الحياة"ان السفير السوري المرشح الى بغداد سيكون اللواء قرياقوس قرياقوس 63 سنة الذي يمتلك خبرة تزيد على 16 سنة في الشؤون العراقية، نظراً الى عمله في هذا الموضوع وبسبب نشأته في شمال شرقي سورية. واوضح علوي ان لقاءه امس مع الشرع"تركز على بحث الأمور الفنية لاستئناف العلاقات واعلان بيان رسمي في الايام او الاسابيع المقبلة"، لكنه نفى علمه باسم السفير السوري في بغداد مع حرصه علوي على ان يقدم نفسه باعتباره"مرشحاً ومكلفاً باستئناف العلاقات"وليس بصفته سفيراً. وعن موقف دمشق من الانتخابات، قال علوي بعد لقائه الشرع:"سورية ليست ضد الانتخابات، المشكلة هي في تسلل الاشخاص غير الشرعيين. ولا شك ان صور الجرافات التي كانت تقيم ساتراً ترابياً بطول 130 كيلومترا كانت بادرة حسن نية باتجاه العراق". وبعدما قال علوي الذي عاش نحو عقدين في دمشق خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين ان الرئيس الراحل حافظ الاسد"كان رفض اقامة الساتر الترابي مع ان صدام كان يرسل متفجرات لتنفيذ عمليات ارهابية في دمشق، كي لا تكون سابقة في العلاقات العربية"، وأوضح ان الساتر:"لن يلغي التسلل. التسلل لا يحتاج الى معابر رسمية. والمعابر الرسمية ليست الطرق التي يسلكها الارهابيون او المتسللون لأنهم قد يلجأون الى الجبال او الصحراء او نهر دجلة"، لافتاً الى ان"اسرائيل على تطورها التقني والتكنولوجي، لم تستطع منع العمليات الفدائية رغم انها بنت جداراً عازلاً من الاسمنت المسلح". واذ قال علوي ان الساتر"لا يمنع الراغبين في الذهاب الى الموت"، اشار الى ان"حجم التسلل غير الشرعي يزيد على 35 شخصاً شهرياً من دول الجوار، بل هناك فائض في عدد الانتحاريين، ذلك ان ثلاثة تسابقوا لتفجير مركز الشرطة في سامراء". في القاهرة، أشاد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس ب"التجاوب الايجابي"لسورية مع مطالب العراق لتأمين الحدود بين البلدين. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري احمد ابو الغيط ان"هناك تجاوباً ايجابياً من الحكومة السورية مع مطالب الحكومة العراقية في التعاون الامني لضبط الحدود ومنع عمليات التسلل". واكد ان هناك كذلك"خطوات ايجابية على المستوى السياسي"معلنا ان الحكومة السورية"وافقت على طلب العراق اعادة التمثيل الديبلوماسي الكامل بين البلدين". واشار زيباري الى بناء ساتر ترابي في بعض مناطق الحدود السورية لمنع التسلل موضحا ان بلاده"تتوقع المزيد من الاجراءات المشجعة".