اعلنت وزيرة التنمية النروجية هيلدا فراجورد جونسون، أمس، ان الأسرة الدولية تعهدت دفع 4.5 بليون دولار، أي بزيادة بليون دولار عن المبلغ المطلوب لمصلحة جنوب السودان. وكانت الجهات المانحة للسودان المجتمعة في أوسلو مدعوة الى تقديم 3.6 بليون دولار في اطار اتفاق السلام الموقع في كانون الثاني يناير بين الحكومة السودانية وحركة التمرد السابقة"الحركة الشعبية لتحرير السودان"بزعامة جون قرنق. وكان المبلغ المطلوب موزعاً على الشكل الآتي: 2.6 بليون دولار تٌقدّم على مدى عامين لإعادة الإعمار، وبليون دولار لتقديم مساعدات طارئة، كما طلبت الاممالمتحدة، للسنة الجارية. وقالت جونسون قبيل خطابها الاختتامي أمام الأعضاء المشاركين في مؤتمر المانحين الذي استمر يومين بمشاركة 60 دولة:"لقد حققنا هدفنا". وتابعت:"تعهد المشاركون في هذا المؤتمر تقديم 4.5 بليون دولار في الفترة من عام 2005 وحتى عام 2007". وقالت جونسون للصحافيين:"التحدي الآن يكمن في ترجمة هذه الأموال الى افعال تجعل الناس يؤمنون بالسلام. يجب ان يروا ظهور المدارس والعيادات الطبية والطرقات". وتعتبر منطقة جنوب السودان الأشد فقراً في افريقيا. واوقعت الحرب التي اندلعت في 1983، 1.5 مليون قتيل وادت الى نزوح اربعة ملايين نسمة. وتعهدت واشنطن أمس دفع اكثر من 1.7 بليون دولار على عامين ودعت الى تحسين الوضع في دارفور غرب. وقال نائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك"اذا لم تتحرك الحكومة السودانية وكل الذين يعيشون في دارفور الآن لوضع حد للعنف .. فإن بلادي ودولاً أخرى لن تتمكن من دعم عملية السلام". وستحدد قيمة المساعدة الاميركية ب853 مليون دولار مع مبلغ اضافي قدره 900 مليون دولار يدفع هذه السنة والسنة المقبلة في حال وافق الكونغرس على ذلك. وقال زوليك:"يجب ان نرى تغييراً في دارفور .. حتى نتمكن من مساندة حكومة الخرطوم". واضاف:"اود رؤية تحسن في أسرع وقت ممكن". وقال:"هناك فرصة لانقاذ هذا البلد... هذا هو وقت الاختيار بالنسبة الى السودان"، مضيفاً ان البلاد اما أن تصعد صوب السلام والتنمية أو"تهوي الى الاعماق". وشدد المسؤول الأميركي الذي سيزور هذا الاسبوع عدداً من المناطق السودانية، على وجوب وقف الهجمات ضد فرق العاملين الانسانيين مع اقتراب موسم الامطار. وبين الجهات المانحة الرئيسية الأخرى الاتحاد الاوروبي 765 مليون دولار وبريطانيا 545 مليون دولار والنروج 250 مليون دولار وهولندا 220 مليون دولار واليابان 100 مليون دولار. وأبدت الحكومة السودانية ارتياحها لتوفير هذه المساعدة، وقال وزير الدولة يحيى حسين بابكر الذي شارك في لجنة تقويم حاجات السودان لوكالة"فرانس برس""اننا مسرورون"، مثمّناً"قيمة الدعم والتضامن مع شعب السودان أكثر من المبلغ بالدولار". وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان حض الاثنين الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها. وقال"ان الوعود بتقديم هبات جيدة لكن المبالغ النقدية افضل"، مذكراً بأنه تم توفير 500 مليون دولار فقط من اصل وعود بقيمة 1.5 بليون دولار للعام 2005. وتفيد تقديرات رسمية ان السودان يحتاج الى 7.8 بليون دولار حتى نهاية العام 2007 لتخطي اثار الحرب بعد اتفاق السلام مع المتمردين السابقين في الجنوب.