اتهم مسؤول دولي كبير، أمس، الحكومة السودانية بتبديد عائدات النفط مما سيفقدها التزام المانحين بتوفير أربعة بلايين دولار للتنمية واعادة الاعمار. كما اتهم الاستخبارات العسكرية بإعاقة تحرّك موظفي المنظمة الدولية في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها. وقال مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك في مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس ان ولايات السودان وخصوصاً البعيدة تواجه نقصاً في الخدمات والتنمية، مشككاً في سوء صرف عائدات النفط، موضحاً ان صندوق النقد الدولي سيراقب صرف الحكومة على التنمية والخدمات خلال المرحلة المقبلة قبل عقد مؤتمر للمانحين في باريس في شباط فبراير المقبل لمتابعة نتائج مؤتمر المانحين الذي عقد في وقت سابق في أوسلو الذي التزم خلاله المانحون بتوفير أكثر من أربعة بلايين دولار لاعادة الاعمار والتنمية في السودان، مهدداً بأن المانحين لن يدفعوا شيئاً اذا قدم صندوق النقد تقريراً سلبياً عن أداء الخرطوم في صرف عائدات النفط. وحذر برونك متمردي دارفور من فقد مساندة المجتمع الدولي"سياسياً ومعنوياً"لقضيتهم اذا لم يتوصلوا الى اتفاق سلام مع الحكومة بنهاية العام، مؤكداً سعيه الى توحيد متمردي"حركة تحرير السودان"لافتاً الى ان زعيم الحركة عبد الواحد محمد نور تجنب لقاءه منذ ثلاثة اشهر ورفض الرد على اتصالاته الهاتفية. ورأى برونك ان منطقة ابيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها تعيش فراغاً ادارياً، إذ لا توجد فيها اي سلطة وتشهد توتراً بين القبائل العربية والافريقية التي تقطنها، متهماً الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الحكومي بإعاقة تحرك موظفي الاممالمتحدة والقوات الدولية التي تراقب تنفيذ وقف النار في المنطقة. وكشف مسؤول دولي آخر ان الأمين العام ل"حركة تحرير السودان"الجديد مني أركو مناوي الذي نصّبه مؤيدوه رئيساً للحركة مكان عبدالواحد نور، أهان مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية جنداي فريزر والمبعوث الاميركي روبرت زوليك اللذين جمعاهما في وساطة لتوحيد المتمردين، موضحاً ان مناوي تعامل مع المسؤولين الأميركيين بعجرفة مما دفع فريزر الى تهديده باحالته على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لمحاكمته بارتكاب انتهاكات، لكنه رد عليها"هل يهدد الحوت بالغرق في البحر؟".