جاكرتا، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن انسياد مباي رئيس أجهزة مكافحة الارهاب في وزارة الداخلية الاندونيسية أمس، وجود «رابط واضح» بين الاعتداء الانتحاري المزدوج الذي استهدف فندقي «ماريوت» و»ريتز كارلتون» في العاصمة جاكرتا أول من أمس، والجماعة الاسلامية المتطرفة التابعة لنور الدين محمد توب التي نسبت اليها تفجيرات جزيرة بالي عام 2002 حين قتل 202 شخص واعتداء فندق «ماريوت» نفسه في جاكرتا عام 2003 (12 قتيلاً)، والهجوم على السفارة الاسترالية عام 2004 (10 قتلى). وقال: «استناداً الى اسلوب التنفيذ يرتبط الاعتداءان بوضوح بنور الدين محمد توب كما ان القنابل المستخدمة مماثلة لعبوات ناسفة عثرت عليها الشرطة قبل ايام في منزل كان استخدمه كمخبأ في سيلاكاب جنوب جزيرة جاوا». وأضاف: «ما زال توب نشطاً، ما يحتم جعل توقيفه أولوية، وإلا ستذهب سدى كل الجهود المبذولة لتفادي هجمات»، علماً ان خبراء يعتقدون بأن توب ينشط حالياً بشكل مستقل عن الجماعة الاسلامية التي تسعى الى انشاء دولة اسلامية جنوب شرقي آسيا. وأكد آلان اورلوب، رئيس أمن سلسلة «ماريوت» للفنادق التي تملك ايضاً فندق ريتز كارلتون بجاكرتا، ان الشروط الامنية في الفندقين الفخمين كانت «صارمة جداً»، وتضمنت تدابير شبيهة بتلك المعتمدة في المطارات. وأبلغ محطة «سي ان ان» الاخبارية ان «كل سيارة وكل حقيبة خضعت للتفتيش عبر اجهزة متطورة لرصد المتفجرات»، فيما كشف ناطق باسم الشرطة الاندونيسية ان جهاز رصد المعادن أصدر صوتاً لدى مرور قنبلة خبئت داخل كومبيوتر محمول على الماسح الضوئي، لكن المفجر قال انه مجرد كومبيوتر، ما جعل الحراس يدعونه يمر. وقال والتر لوهمان من مؤسسة «هيريتيدج فاونديشن»: «على رغم نجاح الاندونيسيين في منع شن هجمات طيلة اربع سنوات يجب ان يبحثوا ايضاً بعناية عن الخطأ الذي ارتكب في اجراءات الامن، ويسعون الى فهم افضل للشبكة الداخلية التي تؤيد الارهاب». وتواجد اورلوب في الطبقة الثالثة والعشرين من فندق ريتز كارلتون، حين انفجرت القنبلة الاولى في فندق «ماريوت» المجاور. وقال: «نظرت من النافذة، ورأيت اشخاصاً يفرون منه، ثم حصل انفجار ثانِ بعد دقيقتين ورأيت سحابة دخان كبيرة فنزلت الى بهو ريتز كارلتون والى المطعم، وعاينت المكان الذي فجرت فيه احدى القنابل». وفي حصيلة جديدة للاعتداءين، اعلن وزير الخارجية الاندونيسي حسن ويرايودا سقوط ثمانية قتلى بينهم اربعة اجانب اضافة الى اندونيسي وثلاثة آخرين لم تحدد هوياتهم، وجرح 55 آخرين بينهم حوالى 20 اجنبياً بينهم استراليون وهولنديون. والأجانب القتلى هم: رجلا أعمال استراليان، وسنغافوري والنيوزيلندي تيموثي ماكاي (61 سنة) رئيس مجلس ادارة الفرع الاندونيسي لشركة الاسمنت السويسرية العملاقة «هولسيم» الذين شاركوا في فطور عمل في مطعم فندق «ماريوت» نظمته مجموعة «كاسيل آسيا» وخصص لقطاعي المناجم والطاقة في اندونيسيا، حين فجر انتحاري عبوته. وصرح وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث لهيئة الاذاعة الاسترالية قبل توجهه الى اندونيسيا أمس، بأن أي معلومات استخباراتية لم تتوافر عن التفجيرين، علماً ان الشرطة اعلنت اول من امس ان المفجرين دخلا الفندقين بصفتهما نزيلين ونفذا مهمة تجميع القنبلتين في غرفتهما. وعثر في حقيبة جهاز كومبيوتر محمول على قنبلة ثالثة ابطل مفعولها في الطابق الثامن عشر. وفيما وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي امضى اربع سنوات في جاكرتا الهجومين بأنهما «فظيعان»، اكدت الشرطة في نيويورك تشديد التدابير الامنية المتخذة في فنادق المدينة، على رغم عدم تأكيدها وجود تهديد مماثل. وقال المسؤول في شرطة المدينة رايموند دبليو كيلي: «التدابير الحالية اجراء روتيني في هذه الظروف التي تتطلب اتخاذ احتياطات وابلاغ المسؤولين عن الأمن في نيويورك بما نعرفه». وشملت التدابير الامنية التي تلت بنصف ساعة الاعتداءات في اندونيسيا، ارسال اجهزة مكافحة الارهاب وانتشار آليات وعناصر للشرطة في عشرات الفنادق في نيويورك، وبينها «ماريوت» و»ريتز كارلتون». وتوجه احد ضباط الشرطة في نيويورك الى مكان الاعتداء في «ماريوت»، حيث تلقى معلومات من السلطات الاندونيسية. ونقل لاحقاً خلال مؤتمر عبر الفيديو معلومات الى حوالى 60 مسؤولاً امنياً عن الفنادق والمسارح والمؤسسات المالية في نيويورك. وعرض الضابط ايضاً شريط فيديو اظهر رجلاً يعتبر منفذ الاعتداء في «ماريوت» لدى دخوله الفندق متجنباً التدابير الامنية. كذلك، رفعت ماليزيا والفيليبين مستوى اليقظة خشية تنفيذ جماعات متشددة عمليات انتحاريية مشابهة.