في أخطر مؤشر الى الاحتقان الطائفي منذ غزو العراق وإمكان تحوله الى حرب مذهبية، وقعت أمس اشتباكات للمرة الأولى بين ميليشيا"جيش المهدي"و"لواء الكرار"التابع للشرطة من جهة، ومسلحين سنّة من جهة أخرى، قتل خلالها 25 عنصراً من الميليشيا وشرطيان من"لواء الكرار"الذي هرع لمناصرتها. وفي سياق الاستقطابات المذهبية، انضم أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر الى لائحة"الائتلاف"الشيعية التي حافظت على مكوناتها الأخرى، استعداداً للانتخابات، بعدما اتفق الجميع على تخصيص 30 مقعداً نيابياً لأنصار"التيار الصدري". لكن المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني تحفظ حتى الآن عن تأييد هذا التحالف القديم - الجديد، وأعرب عن"خيبة"أمله من أداء حكومة ابراهيم الجعفري الذي وجه اليه الأكراد انتقادات كثيرة، واعتبرته واشنطن قريباً من إيران. واشتبك مسلحون من"جيش المهدي"الموالي للزعيم الشيعي مقتدى الصدر مع مسلحين سنّة كانوا خطفوا أحد أعضائه في منطقة نهروان جنوب شرقي بغداد، ما أدى الى مقتل 27 شخصاً بينهم 25 من أتباع الصدر ورجلا شرطة. واندلع الاشتباك اثر اقتحام أنصار الصدر منزلاً كان مسلحون سنة يحتجزون أحد رفاقهم فيه، فحرروه واعتقلوا مسلحين اثنين، لكنهم وقعوا في مكمن لدى خروجهم من نهروان، قبل أن يتدخل"لواء الكرار"التابع لمغاوير الشرطة لإنقاذهم. وقُتل ثلاثة جنود أميركيين في هجمات أول من أمس. على الصعيد السياسي، انتهت القوى والتيارات من صوغ تحالفاتها، استعداداً للانتخابات المقبلة، ببروز أربع كتل رئيسية هي"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي الذي انضم اليه التيار الذي يقوده مقتدى الصدر، و"كتلة الوسط"برئاسة اياد علاوي، و"جبهة التوافق العراقية"السنية بالإضافة الى"الجبهة الكردستانية". وجرت محاولات أخيرة لزيادة حصة أحمد الجلبي في"الائتلاف"الذي خرج منه وزير النفط ابراهيم بحر العلوم ليترشح بلائحة مستقلة، فيما امتنع وزير الدفاع السابق حازم الشعلان عن الترشيح. وحافظ"الائتلاف الموحد"على وحدته بتسوية الخلافات بين أعضائه قبل يوم من انتهاء المهلة لتقديم قوائم المرشحين من كيانات وأفراد للانتخابات المقررة في 15 كانون الاول ديسمبر، حيث يواجهون تحدياً من تكتل سني جديد ومنافسين قدامى، وسط محاولات تبذل لتلبية مطلب رئيس"المؤتمر الوطني"احمد الجلبي بزيادة المقاعد المخصصة له. وكان الأبرز على هذا الصعيد انضمام التيار الصدري بشكل علني الى"الائتلاف"بنسبة عالية من المقاعد 30 مقعداً، تعادل عدد مقاعد"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم 30، وتوزعت المقاعد الباقية على"حزب الدعوة الإسلامية"الذي يتزعمه إبراهيم الجعفري 15 مقعداً، و"حزب الدعوة - تنظيم العراق"بزعامة هاشم الموسوي 15، و"حزب الفضيلة"بزعامة نديم عيسى الجابري 15، و"المؤتمر الوطني العراقي"بزعامة أحمد الجلبي 3 مقاعد، و5 مقاعد ل"منظمة العمل الإسلامي"وإبراهيم بحر العلوم وزير النفط، إذا رغب، بالانضمام الى الائتلاف وباقي الحركات التي تمثل أقليات في المجتمع العراقي. واعترض الجلبي على حصته في"الائتلاف"فيما تجري مفاوضات أخيرة لزيادتها. وكان زعيم الكتلة الصدرية في"الائتلاف"النائب حسن الربيعي أعلن التوصل الى اتفاق يتضمن مبادئ أهمها"حصول التيار الصدري على النسبة ذاتها من المقاعد التي يحصل عليها"المجلس الأعلى"، والعمل على إزالة مخلفات الاحتلال ... والالتزام بعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتبر ذلك خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه مهما كانت الظروف". يذكر ان"الائتلاف العراقي الموحد"الذي نال 140 مقعداً في الانتخابات الماضية حظي بمباركة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في الانتخابات الماضية، غير ان مساعدين للسيستاني رفضوا كشف أسمائهم اشاروا الى ان المرجع الشيعي يرفض تأييد أي حزب في الانتخابات المقبلة، في اشارة الى خيبة أمله من أداء حكومة الجعفري، وقال مساعدوه:"السيستاني لم يعلن دعمه لأي لائحة حتى الآن. هذا يمكن ان يتغير لاحقاً".