شكك جواد المالكي، العضو البارز في"حزب الدعوة الاسلامية"بقدرة رئيس الحكومة العراقية الحالية أياد علاوي على منافسة خصمه السياسي ابراهيم الجعفري، مرشح"الائتلاف الموحد"لترؤس الحكومة المقبلة، معتبراً أن علاوي"خاسر لا محالة". وفي حين تحدث التيار الصدري عن صدام بين أقطاب"الائتلاف الموحد"الثلاثة، الجعفري وأحمد الجلبي وعبدالعزيز الحكيم، أكد الجلبي ل"الحياة"ان لا علم له بوجود"صفقة"بين الجعفري زعيم حزب الدعوة الاسلامية وعلاوي، بموجبها يتولى الأخير منصب نائب رئيس الجمهورية، بعدما حسم"الائتلاف"خياره بترشيح زعيم الحزب لترؤس الحكومة المقبلة. وقال الجلبي انه قادر على ثني الكتلة التي ساندت ترشيحه لهذا المنصب، عن قرارها الانفصال عن الكتلة البرلمانية ل"الائتلاف الموحد". وأكد المالكي ل"الحياة"ان علاوي لا يستطيع تحييد أحد من قائمة"الائتلاف الموحد"في عملية المنافسة بينه وبين الجعفري على تولي منصب رئيس الحكومة الجديدة، وان"طبيعة الخريطة السياسية داخل البرلمان المنتخب لا تقبل أي مفاجأة، بالتالي فإن علاوي خاسر لا محالة في منافسة الجعفري". واشار إلى ان"الائتلاف يستطيع أن يفاجئ علاوي، وهو أمر سيجعل وصول الجعفري إلى رئاسة الحكومة سهلاً". ورأى ان علاوي يمكنه الشراكة مع"الائتلاف"والجعفري، لكن تقاسمهما السلطة مرفوض وغير مطروح بتاتاً. وأكد ان ل"الائتلاف الموحد"الذي يتمتع بحجم أكبر في تركيبة الجمعية الوطنية البرلمان الحق في اختيار أو التأثير في اختيار من يتولى الحقائب الوزارية السيادية، مثل الخارجية والدفاع والداخلية والمال والنفط ومستشارية الأمن، ملمحاً إلى ان نائب رئيس الحكومة الجديدة سيكون شخصية سنية. الى ذلك، اعتبر عبد الهادي الدراجي الناطق باسم التيار الصدري في بغداد حكومة الائتلاف المقبلة غير شرعية. وقال ل"الحياة"ان تصريحات الجعفري التي أيد فيها بقاء قوات الاحتلال الأميركي في العراق، معناها ان"الحكومة التي يعتزم تشكيلها لن تكون شرعية في غياب المطالبة الصريحة بجدولة انسحاب الأميركيين". وتحدث عن"صدام"بين أقطاب"الائتلاف"الثلاثة، عبدالعزيز الحكيم وأحمد الجلبي والجعفري، مشيراً إلى ان تدخل المرجع الشيعي علي السيستاني أنقذ"الائتلاف"من"انهيار حتمي". وتوقع أن يتدخل الأميركيون في تشكيل الحكومة الجديدة واختيار رئيس لها، وقال ان دوراً أميركياً ربما يحسم المنافسة بين علاوي والجعفري على منصب رئيس الحكومة لمصلحة علاوي. وأضاف: ان"الأميركيين يمارسون ضغوطاً على أطراف الائتلاف، وهو أمر قد يصب في مصلحة علاوي". وزاد ان تقارب الأخير مع الأكراد سببه الأساس"مواجهة التحديات السياسية والانتخابية التي فرضها فوز الائتلاف الموحد ب140 مقعداً داخل الجمعية الوطنية المنتخبة". ونفى حيدر الموسوي، الناطق باسم حزب"المؤتمر الوطني العراقي"بزعامة أحمد الجلبي وجود انقسامات داخل"الائتلاف الموحد. وقال ل"الحياة"ان الجلبي يدعم بقوة الجعفري لتولي رئاسة الحكومة. الجلبي و"الخيار الصعب" وفي تصريحات الى"الحياة"اكد الجلبي قدرته على اقناع الكتلة التي دعمت ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، داخل"الائتلاف"، وثنيها عن قرارها الانفصال عن كتلة"الائتلاف"وتشكيل اخرى منفصلة. وكشف جانباً من الأجواء التي سادت جلسة اختيار مرشح"الائتلاف"للمنصب، مشيراً الى ان"الائتلاف"كان يواجه الانقسام والتفكك، وبدا ان جميع الاعضاء يرزحون تحت وطأة خيار صعب، ما تطلب قراراً حاسماً، تمثل بإعلان انسحابه. وتابع الجلبي:"كنت أول الساعين الى تأسيس هذا الائتلاف منذ مطلع ايار مايو 2004، لذلك آثرت الانسحاب بدلاً من الفوز". واشار الى حوارات مكثفة يجريها لإبقاء"الائتلاف"متماسكاً، موضحاً انه أعلن تأييده الجعفري وان المرحلة المقبلة صعبة. ونفى علمه بوجود صفقة بين الجعفري وعلاوي، تقضي بمنح الأخير منصب نائب رئيس الجمهورية، بصلاحيات أمنية واسعة، وشدد على ان الكتلة البرلمانية ل"الائتلاف"لا تؤيد هكذا توجه. وجدد الجلبي ثقته بتماسك الكتلة، معتبراً ان كل ما حدث هو حال امتعاض واستياء شعر بها أنصاره لعدم الاحتكام الى التصويت عند اختيار مرشح كتلة"الائتلاف"مرشحها لرئاسة الحكومة. ولاحظ ان طريقة ادارة الحكومة برئاسة الجعفري"ستختلف كلياً"موضحاً ان صيغة الخطاب التي تتبناها حكومة علاوي في اصدار أوامرها"مرفوضة، فمن غير المقبول ان يصدر القرار من رئيس الوزراء في شكل مباشر، بدلاً من صدوره من مجلس الوزراء". ولفت الى ان قانون ادارة الدولة الموقت"تضمن بنداً يفرض وضع نظام داخلي ينظم عمل مجلس الوزراء، لكن هذا لم يحدث". وشدد على ان اعضاء كتلة"الائتلاف"اتفقوا على"رفض التفرد في العمل، وأي نزعة للانفراد بالسلطة من اي طرف لن تنجح". ونبه الى ان"العملية ليست عملية توزيع أدوار أو مناصب، بل مشاركة بين الجميع سنة وشيعة، وعلى الجميع ان يشتركوا في سن الدستور". وذكر ان الجمعية الوطنية تضم شخصيات سنية مؤثرة، بينها الشيخ فواز الجربا، شيخ مشايخ عشيرة شمر، ومضر شوكت، الشخص الثاني في"المؤتمر الوطني"، وهما من أعضاء كتلة"الائتلاف". واستبعد الجلبي احتمال حصول علاوي على العدد الكافي من الأصوات ثلثي اصوات الجمعية الوطنية التي يحتاجها للفوز برئاسة الوزراء، مؤكداً ان"الائتلاف"يطرح برنامجاً سياسياً و"ليس لديه مشروع لتأسيس جمهورية اسلامية أو دينية، وسيعمل لتأسيس مرتكزات دولة ديموقراطية فيديرالية تعددية في العراق". وختم بأن"النظام الفيديرالي هو الطريق الأمثل للنهوض بمستوى الخدمات في المحافظات الجنوبية، وقال ان ابناء الجنوب يريدون اقليماً فيديرالياً، لأن هذا النظام سيشعر الناس بأن لهم مصلحة ودوراً في ادارة بلدهم". ونبه الى ان"المرجعية العليا لم تعلن يوماً موقفاً معارضاً للفيديرالية، وهذا النظام لا ينطوي على اخطار مثلما يتوقع بعضهم، بل سيعزز وحدة العراق".