فيما يركز الرئيس جورج بوش سياسته الخارجية الآن بالهجوم على"الدول المارقة"، خصوصاً إيران وسورية، التي يتهمها بدعم الإرهاب والسماح للمقاتلين العرب بالعبور الى العراق عبر أراضيها، كشفت دمشق أمس أنها اعتقلت 8 آلاف مقاتل حاولوا التسلل عبر حدودها، وأكدت أنها اتخذت كل التدابير اللازمة لضبطها، ومطالبة"قوات التحالف والعراق بالتعاون". أمنياً، قتل أمس 15 عراقياً و3 جنود أميركيين، وسط توتر ساد بغداد والمناطق الشيعية بعد يوم على الاشتباكات بين"جيش المهدي"و"لواء الكرار"من جهة، ومسلحين سنّة من جهة أخرى، قتل خلالها 27 عنصراً من"الجيش"، ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره الى ضبط النفس، الى أن ينتهي التحقيق في مقتل عناصر"المهدي". الى ذلك، أسفرت مفاوضات اللحظة الأخيرة بين القوى الشيعية في العراق عن اتفاق على تزعم رئيس"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية"عبدالعزيز الحكيم لائحة"الائتلاف"، بعدما اضيفت اليها كتلة مقتدى الصدر، وأزيح منها الليبراليون والتكنوقراط، وفي مقدمهم أحمد الجلبي. سورية والحدود وأسف مسؤول أمني سوري كبير ل"عدم تعاون قوات التحالف والحكومة العراقية"مع دمشق لضبط الحدود السورية - العراقية. وقال العميد امين في تصريحات الى صحافيين اميركيين وعرب يزورون المنطقة الحدودية إن بلاده"اتخذت كل التدابير اللازمة لضبط أمن حدودها ومنع تسلل المسلحين الأجانب الى العراق"، مشيراً الى ان الاجراءات الحدودية التي شملت اقامة ساتر ترابي واقامة 557 مخفراً حدودياً، والى القاء القبض على نحو ثمانية آلاف شخص حاولوا التسلل الى العراق لقتال الاميركيين، بينهم أربعة آلاف سوري و1400 متطرف عربي وأجنبي و2500 عراقي، جرى تسليمهم الى بلدانهم. وقال المسؤول الأمني السوري إن"سورية قامت بكل ما هو مطلوب منها، لكن الجانب الآخر العراقي الى جانب قوات التحالف لم يقم بالاجراءات التي وعد بها". الانتخابات وأعلنت أمس قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية بتشكيلتها الجديدة التي اضيفت اليها الكتلة الصدرية بنسبة 25 في المئة من المقاعد، وخرج منها بعض القوى والشخصيات الليبرالية والتكنوقراط في مقدمهم زعيم حزب"المؤتمر الوطني"نائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي ووزير النفط ابراهيم بحر العلوم والنائب علي الدباغ. وعلم ان الاتفاق النهائي لتشكيل كتلة"الائتلاف الجديدة"تضمن منح التيار الصدري نسبة 25 في المئة من مجمل مقاعد القائمة و30 اسماً بين اول 120 مقعداً فيها، مقابل استمرار الحكيم في رئاسة الكتلة وتجاوز مطلب دورية الرئاسة. ولفت مراقبون الى ان الاطراف الحزبية المهيمنة على قائمة"الائتلاف"وأبرزها"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم و"حزب الدعوة الاسلامية"بجناحيه بزعامة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وعبدالعزيز العنزي، حاولت تعويض ما يمكن ان يسفر عن فقدان دعم السيستاني للقائمة بإضافة الزخم الجماهيري المتعاطف مع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر لتحقيق وزن سياسي مشابه لوزنها الحالي داخل الجمعية الوطنية. في غضون ذلك، أعلن الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني ان المرجعية لن تتبنى أي كيان سياسي في الانتخابات المقبلة في منتصف كانون الاول ديسمبر المقبل.