سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بحر العلوم : الكتلة خسرت كوادرها الليبرالية والتكنوقراط لصالح توازنات سياسية . "الائتلاف" الشيعي يقر رئاسة الحكيم ويضحي بالجلبي وبحر العلوم والدباغ لإرضاء الصدر
أسفرت مفاوضات اللحظة الاخيرة بين"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"والتيار الصدري امس عن اعلان قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية بتشكيلتها الجديدة التي اضيفت اليها الكتلة الصدرية بنسبة 25 في المئة من المقاعد، فيما اعلن الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني ان المرجعية لن تتبنى اي كيان سياسي في الانتخابات المقبلة في منتصف كانون الاول ديسمبر المقبل. وأدى تهميش قوى وتيارات سياسية ليبرالية وتكنوقراط داخل"الائتلاف"الى انسحابها منه وتشكيل قوائم منفردة قبل ساعات من اغلاق المفوضية العليا للانتخابات ابواب قبول طلبات تقديم الكيانات السياسية. ولفت مراقبون الى ان الاطراف الحزبية المهيمنة على قائمة"الائتلاف"وابرزها"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم و"حزب الدعوة الاسلامية"بزعامة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، حاولت تعويض ما يمكن ان يسفر عن فقدان دعم السيستاني للقائمة باضافة الزخم الجماهيري المتعاطف مع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر لتحقيق وزن سياسي مشابه لوزنها الحالي داخل الجمعية الوطنية. وضمت قائمة المنسحبين من كتلة"الائتلاف"مجموعة من الاسماء البارزة في المرحلة الماضية وصفها مراقبون ب"أكباش فداء"لضمان جماهيرية الصدر من ابرزها زعيم حزب"المؤتمر الوطني"احمد الجلبي ووزير النفط ابراهيم بحر العلوم بالاضافة الى النائب علي الدباغ. وقال الدكتور ابراهيم بحر العلوم، الذي اعلن انسحابه من كتلة"الائتلاف"وخوض الانتخابات المقبلة بقائمة يرأسها باسم"تجمع عراق المستقبل"ان"كتلة الائتلاف خسرت عناصرها الكفوءة القادرة على البناء والتي لها دور في العمل التنفيذي داخل المؤسسة الرسمية"وأضاف في تصريح الى"الحياة"ان"مجموعة كبيرة من الشخصيات الليبرالية والتكنوقراط انسحبت من قائمة الائتلاف بسبب عدم منحها الحصة المناسبة من المقاعد"، مشيراً الى انه واعضاء تجمعه منحوا مقعدين فقط في القائمة، فيما منح الجلبي ثلاثة مقاعد، ما دفع بالاثنين الى الانسحاب من"الائتلاف". واشار بحر العلوم الى ان ضيق المدة المتاحة بعد نهاية المفاوضات داخل"الائتلاف"، لتقسيم المقاعد واشراك التيار الصدري بحجم كبير فيه، لم يتح الفرصة للاحزاب والتيارات المتضررة تشكيل تحالفات واسعة خصوصاً ان الصيغة النهائية لم تعلن الا قبل ساعات من اغلاق ابواب تقديم القوائم. واكد ان كتلة"الائتلاف"ب"تشكيلاتها الحالية قد تستطيع تشكيل حكومة لكنها ستواجه مشكلة وهي عدم تطعيمها بعناصر تدخل في نطاق التنوع الطائفي والفكري والايديولوجي"واضاف ان"المطلوب ان لا يقتصر البرلمان على لون واحد ويجب ألا يهمل أي مكون او تيار فكري أو يستبعد من المشاركة في بناء العراق". ولم يستبعد بحر العلوم تحقيقه نتائج جيدة في الانتخابات المقبلة، مؤكداً ان"التحالفات السياسية ومحاولة ادارة الدولة برؤية حزبية بعيداً من استثمار الخبرات والعناصر الكفوءة لن تخدما البلد"مشيراً الى ان"قائمة الائتلاف اذا ما أصبحت محصورة في اطار حزبي ستفقد هويتها الوطنية، ولن تحمل معها بذور البقاء وانما الشقاق، وهذا ما لا أتمناه"مؤكداً ان التحالف اللاحق بعد الانتخابات وارد. من جهته اعلن العضو البارز في"الائتلاف"علي الدباغ تشكيله تجمعاً باسم"تجمع كفاءات العراق"لخوض الانتخابات المقبلة وقال ل"الحياة"ان"قائمة الائتلاف لم توفر للمستقلين فيها الفرصة الكافية للتعبير عن آرائهم"واضاف ان"الانتخابات الماضية جلبت الى الجمعية الوطنية مجموعة من الاعضاء غير الكفوئين، كان بعضهم مجرد ارقام. ولذلك آثرنا ان ننسحب من قائمة الائتلاف لخوض الانتخابات منفردين". وكشف ان"الائتلاف لم يكن ليحقق أساساً هذه النسبة من النجاح لولا دعم المرجعية الشيعية وفي صدارتها آية الله علي السيستاني الذي لم يفت بدعم قائمة 169 وإن أشّر عليها بالإيجاب ما شكل دعماً هائلا ًلها". وزاد ان"السيستاني لن يؤشر على اي قائمة في الانتخابات المقبلة تاركاً الخيار الكامل للعراقيين ما يعد إنجازاً مهماً للمرجعية بمنح الناس حرية الخيار". من جهة أخرى، لمحت مصادر الى احتمال ان يقدم نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي، الذي يزور واشنطن حالياً، قائمة يتحالف فيها مع راعي"الحركة الملكية الدستورية"الشريف علي بن الحسين والرئيس السابق ل"الجبهة التركمانية"فاروق عبدالله، الا ان القائمة النهائية لم تقدم حتى ساعة متأخرة من مساء أمس بعدما مددت المفوضية المهلة المتاحة لتقديم القوائم لساعات اضافية. في هذه الأثناء حمل بعض المنسحبين من قائمة"الائتلاف"الاحزاب الرئيسية فيها مسؤولية تأخير اعلان اتفاقها النهائي بشأن توزيع المقاعد. واعتبر أعضاء في الجمعية الوطنية ان"أسلوب المفاوضات التي أريد منها ان تستمر حتى يوم امس الجمعة كان يهدف الى إقصاء كتل سياسية من جهة ومنعها من تشكيل ائتلاف كبير ينافس كتلة"الائتلاف"الحالية في معاقلها الرئيسية من جهة أخرى". وقال ناصر الساعدي، احد المفاوضين عن التيار الصدري، ان الاتفاق النهائي لتشكيل كتلة الائتلاف الجديدة تضمن منح التيار الصدري نسبة 25 في المئة من مجمل القائمة و30 مقعداً بين اول 120 مقعداً فيها مقابل استمرار رئيس"المجلس الأعلى"عبدالعزيز الحكيم في رئاسة الكتلة وتجاوز مطلب دورية الرئاسة. الى ذلك اعلن فريد ايار عضو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات امس تأجيل اغلاق ابواب المفوضية امام القوائم بعد تأخر كتلتي"الائتلاف"بزعامة الحكيم و"الوسط والاعتدال"بزعامة اياد علاوي عن تقديم قوائمهما في حين قدمت كتل اخرى تشكيلاتها في وقت مبكر ومنها"جبهة التوافق"السنية وكتلة"التحالف الكردستاني"و"الائتلاف الكربلائي"و"القائمة العربية"و"جبهة الحوار"في كركوك. في غضون ذلك، اعلن أ ف ب ممثل المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة في كربلاء 110 كلم جنوببغداد ان"المرجعية لا تتبنى اي كيان سياسي وعلى العراقي ان يختار الشخص الذي يؤمنه على دينه ودنياه"، وأضاف ان"المرجعية الدينية تحض العراقيين على المشاركة الواسعة والمكثفة في الانتخابات المقبلة"، منتقدا اولئك الذين قاطعوا عملية الاستفتاء على الدستور العراقي. وقال"نقول للذين لم يشتركوا في الاستفتاء على الدستور ماذا جنوا؟ وكيف يؤمنون بمذهب اهل البيت ولا يطيعون الفقهاء؟". وفي مدينة النجف الأشرف 160 كلم جنوببغداد، دعا الشيخ صدر الدين القبانجي، ممثل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية"الشيعة الى توحيد صفوفهم استعداداً للانتخابات المقبلة. وقال:"نحن نرحب بوحدة الشيعة في الانتخابات، وعليهم ان يكونوا كلمة واحدة وقبضة واحدة". واضاف"كما ندعو السنة الى توحيد موقفهم لانهم صاروا فريقين، واحداً يدعو الى المشاركة وآخر رافض لها".