أعرب رئيس المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية الموريتاني أعلي ولد محمد فال عن استعداد بلاده للقيام بوساطة لتنقية الأجواء في المنطقة المغاربية. وقال في تصريحات صحافية في مراكش ان"توقف قطار الاتحاد المغاربي اليوم يمكن تجاوزه بكل سهولة ويسر في حال تم تجنب القضايا الكفيلة ببث الخلافات والمشاكل"، في اشارة الى نزاع الصحراء وتداعياته على العلاقات المغربية - الجزائرية التي تسببت في إرجاء أكثر من قمة مغاربية كان آخرها في الصيف الماضي في طرابلس. ودعا المسؤول الموريتاني الذي أنهى أمس زيارة دولة للمغرب، الى"العمل على المضي قدماً الى الأمام"، موضحاً:"يجب وضع المشاكل التي تفرقنا جانباً، والعمل على محاولة تقوية كل ما من شأنه توحيدنا ويكون مفيداً لأقطارنا"، مؤكداً عزم بلاده على"عدم ادخار أي جهد كفيل بتنقية الأجواء على مستوى الاتحاد المغاربي". واضاف:"سنواصل العمل الى جانب كل الدول الاعضاء في الاتحاد من أجل ايجاد مناخ سليم وملائم يمكّن من تقدم الأوضاع". وكشفت مصادر ديبلوماسية ان الرئيس الموريتاني يستند في المبادرة التي اختار الاعلان عنها في مراكش التي كانت عرفت تأسيس الاتحاد المغاربي عام 1989، الى نتائج مشاورات كان أجراها خلال مشاركته في قمة تونس لمجتمع المعلومات مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أول لقاء بين الزعيمين منذ الانقلاب الموريتاني من آب اغسطس الماضي، وكذلك مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وعلى رغم انه لم يرشح شيء عن فحوى تلك المشاورات، فإن المصادر توقعت ان تكون عرضت لأزمة الاتحاد المغاربي وتأثير استمرار الخلافات بين المغرب والجزائر على مساره المتعثر، اضافة الى سبل تحسين العلاقات بين موريتانيا وليبيا علماً ان نواكشوط كانت اتهمت طرابلس بدعم محاولات انقلاب ضد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع. وسئل ولد محمد فال عن نزاع الصحراء، فأجاب:"بالنسبة الى موريتانيا فإن الوسيلة المثلى لحل المسألة في شكل نهائي وغير قابل للرجوع فيه، تكمن في ايجاد حل وفاقي بين الأطراف كافة"، ما يعني في رأي مراقبين دعم نواكشوط مسار الحل السياسي الذي يتبناه المجتمع الدولي، في اشارة الى القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي يشجع الاطراف المعنية على المفاوضات. وقالت مصادر موريتانية ان هذا الموقف ابلغ الى الوسيط الدولي الجديد بيتر فان فالسوم خلال زيارته لنواكشوط ومنطقة الشمال الافريقي. وسئل عن مسار التحولات الداخلية في البلاد، فأجاب بأنها"تسير وفق نهج يعتمد الوفاق بين كل الأحزاب والقوى السياسية ومكونات المجتمع المدني"، مضيفاً ان كل القرارات التي اتخذت طبعها الوفاق و"اعتقد ان جميع من يعتمد الوفاق سبيلاً ومنهجاً ينتهي بالنجاح"، في اشارة الى"الأيام التشاورية"التي انعقدت في الثامن من الشهر الجاري والتي هدفت الى خفض الفترة الانتقالية الى 18 شهراً بدل عامين لاجراء الانتخابات الاشتراعية والرئاسية. الى ذلك، وصفت مصادر مغربية وموريتانية متطابقة المحادثات التي اجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني على جولتين بأنها كانت ايجابية واسهمت في تبادل وجهات النظر حول الملفات الاقليمية وضمنها نزاع الصحراء وآفاق معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي والعلاقات مع بلدان الاتحاد الأوروبي وقضايا عربية ودولية، إضافة الى تكثيف جهود التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. واجتمع رئيس المجلس العسكري الموريتاني، في غضون ذلك، الى رئيس الوزراء المغربي ادريس جطو الذي وصف علاقات بلاده وموريتانيا بأنها"جيدة وممتازة ومبنية على الصداقة وحسن الجوار والاحترام المتبادل". لكنه رأى ان"ما ينقصنا هو النهوض بالمبادلات وتشجيع الشراكة بين رجال الاعمال المغاربة والموريتانيين". أما رئيس مجلس المستشارين الغرفة الثانية في البرلمان مصطفى عكاشة فقال ان المحادثات التي اجراها مع الرئيس الموريتاني عرضت الى تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الجارين.