قدم الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، ما يشبه الاعتذار الى نائب ديموقراطي وصفه البيت الأبيض بأنه ليبرالي مثل المخرج الوثائقي الأميركي مايكل مور، لمطالبته بسحب الجنود الأميركيين من العراق فوراً. وحاول بوش الذي تلقى أسئلة كثيرة عن حرب العراق خلال جولة في قارة آسيا تستغرق أسبوعاً أن يخفف من حدة التوتر بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في واشنطن، اثر احتدامه نتيجة مطالبة النائب الديموقراطي عن ولاية بنسلفانيا جون مورثا بسحب القوات الأميركية من العراق، ما دفع نائبا جمهوريا الى وصف مورثا بأنه"جبان". وقال بوش إن"عضو الكونغرس مورثا رجل لا بأس به ... رجل طيب خدم بلادنا بشرف وتميز كجندي في مشاة البحرية في فيتنام وكعضو في الكونغرس". ولم يكرر بوش اتهامات البيت الأبيض بأن مورثا هو من الجناح اليساري المتطرف داخل"الحزب الديموقراطي"مثل المخرج الأميركي مايكل مور. وأضاف:"أعرف بأن قرار الدعوة الى سحب فوري لجنودنا الذي طرحه عضو الكونغرس مورثا اتخذ في شكل حذر وبعد تفكير ملي، لكنني أختلف معه في موقفه". وأظهرت نتائج استطلاعات أجرتها شبكة"سي أن أن"وصحيفة"يو أس آي توداي"ومنظمة"غالوب"أن حوالي 63 في المئة من الأميركيين يعارضون تعامل بوش مع حرب العراق، في حين قال 52 في المئة منهم إنه يجب سحب القوات الأميركية الآن أو خلال 12 شهراً. ورأى بوش أن انسحاباً سابقاً لأوانه قد تكون له"عواقب وخيمة"، لكنه أقر بأن الشعب العراقي يود الدفاع عن بلاده بنفسه، مضيفاً أنه يتطلع الى اليوم الذي يتحقق فيه ذلك. وزاد:"مع تنامي قدرات قوات الأمن العراقية وخبراتها يُمكننا أن نقلل من وجودنا العسكري في البلاد من دون خسارة قدراتنا على دحر الارهابيين بكفاءة". وتابع:"سيظهر تقليص قوات التحالف للشعب العراقي في وضوح أنه ليست لدينا أي طموحات لاحتلال بلادهم. وكما قلت مرات، سنبقى طالما هناك حاجة الى ذلك، لكن ليس ليوم إضافي". وقال بوش للصحافيين في أعقاب محادثات مع زعماء صينيين إن أحداً يجب أن لا يشكك في وطنية مورثا، مؤكداً أنه يملك كل الحق في التعبير عن رأيه، مشيراً الى أن الناس يجب"أن يشعروا بالراحة للتعبير عن أرائهم في شأن العراق".