قال مسؤولون في الكونغرس الأميركي ان المفتش العام في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون وافق على مراجعة دور الوكيل السابق لوزارة الدفاع دوغلاس فيث في الحرب على العراق، خصوصاً نشاطاته الاستخبارية قبل الحرب. في غضون ذلك، رفض وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد النداءات المتصاعدة ببدء سحب القوات الاميركية من العراق، واصفاً العراق بأنه متأخر عن افغانستان بسنوات كدولة مستقرة. وتأتي انباء التحقيق مع فيث، وهو أحد المهندسين الرئيسيين للحرب، في وقت تتصاعد الاتهامات في الكونغرس للبيت الأبيض بالتلاعب بالمعلومات الاستخباراتية قبل الحرب وتضليل الشعب الأميركي بهذه المعلومات. واتهم ديموقراطيون فيث بالتلاعب بمعلومات من مصادر عدة، بينها السياسي العراقي أحمد الجلبي، بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ووجود علاقة بين الرئيس المخلوع صدام حسين وتنظيم"القاعدة". وقال مسؤولون ان مكتب المفتش العام أبلغ مجلس الشيوخ في 19 تشرين الاول اكتوبر الماضي بأنه سيجري مراجعة بعد تلقي طلبات منفصلة من الرئيس الجمهوري للجنة المخابرات الخاصة التابعة لمجلس الشيوخ وديموقراطي بارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ هو السناتور كارل ليفن. ويتوقع مسؤولون في الكونغرس ان تبحث المراجعة في ما اذا كان فيث وموظفوه تجاوزوا وكالة المخابرات المركزية سي آي اي باعطاء البيت الابيض معلومات مخابراتية سعت الى تبرير الحرب في الاشهر التي سبقت غزو العراق في عام 2003. وكان فيث يعمل رئيساً للسياسة في البنتاغون الى ان غادر وزارة الدفاع للعمل في القطاع الخاص في وقت سابق من هذا العام. وقال مسؤولون ان المفتش العام ابلغ مجلس الشيوخ بأن مراجعته ستبدأ في وقت ما في تشرين الثاني نوفمبر، وقد يستغرق التحقيق ستة اشهر على الاقل. ودافع مسؤولو الدفاع عن فيث قائلين انه لم يعثر على الاطلاق على أدلة يعتد بها على ارتكاب اخطاء من جانبه أو من جانب موظفيه. وذكروا ان اعضاء الكونغرس الديموقراطيين لم يردوا ابداً على أي تحد من البنتاغون بتقديم أدلة. ويطالب ليفن المفتش العام توم غيمبل بأن يفكر في عشرة اسئلة من بينها ما اذا كان مكتب فيث تجاوز ال"سي آي اي"بتقديم تحليله للبيت الابيض الذي ذهب الى مدى ابعد من معلومات الاستخبارات الاساسية. في غضون ذلك، رفض وزير الدفاع الاميركي النداءات المتصاعدة ببدء سحب القوات الاميركية من العراق واصفاً هذا البلد بأنه متأخر عن افغانستان بسنوات كدولة مستقرة. وأضاف:"مع تولي القوات العراقية مسؤولية امن البلاد بشكل متزايد سيمكن تحويل القوات الاميركية الى مهمات اخرى داخل العراق". وقال رامسفيلد خلال زيارته لاستراليا بعد اجراء محادثات مع عدد من الوزراء"ستشهدون خلال الفترة القادمة تسلم قوات الامن العراقية مسؤوليات قطاعات وعمليات من نوع محدد. وحين يتم ذلك ستكلف القوات التي كانت تتولى هذه المهام مسؤوليات مختلفة، مثل تدريب قوات امن عراقية اضافية". وكان مجلس الشيوخ الاميركي شدد الثلثاء الماضي على انه يجب ان يبدأ العراقيون في تولي شؤونهم الامنية بدءاً من العام المقبل بما يسمح بانسحاب تدريجي للقوات الاميركية. لكن المجلس رفض طلب الديموقراطيين بأن يحدد الرئيس جورج بوش جدولاً زمنياً لسحب القوات من العراق. ودافع رامسفيلد بحماس عن الدور الاميركي في العراق، مشيراً الى ان هذا البلد حقق تقدماً كبيراً منذ سقوط الرئيس السابق صدام حسين، فيما تستعد البلاد لاجراء انتخابات عامة جديدة في كانون الاول ديسمبر المقبل بعد اقرار دستور جديد للبلاد. وقال: "الموقف في العراق يتحسن"لكنه لم يستبعد وقوع حوادث"قبيحة"أخرى. واضاف:"لقد تحولوا من دولة على رأسها ديكتاتور قمعي ألقى بمئات الآلاف من البشر في قبور جماعية على مدى عقود، الى ديكتاتورية قمعية كانت تقدم جوائز قيمتها 25 ألف دولار لأسر مفجرين انتحاريين". وقارن وزير الدفاع الاميركي بين العراقوافغانستان، مشيراً الى ان افغانستان تحولت من دولة كان الناس يعدمون فيها في الملاعب الرياضية والنساء لا يحق لهن الذهاب الى الطبيب ولا يحق لهن الخروج من دون محرم الى ديموقراطية جديدة لديها قوات امن خاصة بها. وقال:"ما زال العراق متأخراً عن ذلك بسنوات". وكان النائب الديموقراطي البارز جون مورثا، عن ولاية بنسلفانيا، دعا الخميس الى سحب القوات الاميركية من العراق فوراً، ورفض هجوم البيت الأبيض على منتقدي الحرب. وقال مورثا، وهو زعيم الديموقراطيين، في لجنة فرعية لمجلس النواب تشرف على الإنفاق العسكري:"لا تستطيع الولاياتالمتحدة تحقيق المزيد في العراق عسكرياً. ووصف الحرب بأنها"سياسة معيبة مغلفة بالأوهام". وأضاف"حان الوقت لاعادتهم الجنود الى الوطن". ورد الجمهوريون سريعاً، وقال دينيس هاستارت رئيس مجلس النواب والعضو الجمهوري، ان مورثا وغيره من الديموقراطيين المنتقدين"يفضلون ان تستسلم الولاياتالمتحدة لارهابيي العالم. لكن يجب الا نجبن مثل الدول الاوروبية التي تكافح الآن الارهابيين على ارضها"، فيما اتهم زميله جيف ديفيس الزعماء الديموقراطيين ب"التعاون مع أعدائنا وجعلهم أكثر جرأة". ولكن الغضب يتزايد لدى كثير من الجمهوريين بخصوص التوقعات في العراق. وقال جون وارنر، السناتور الجمهوري ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ"امامنا ما اعتقد انه ستة أشهر حتى يبدأ هذا الامر في التبلور... لتجنب حرب أهلية". ووصف الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان في بيان مورثا بأنه من الساسة وقدامى الحرب المحترمين"ولذا فانه من المحير انه يستحسن المواقف السياسية لمايكل مور والجناح الليبرالي المتطرف للحزب الديموقراطي."وأضاف:"عشية انتخابات ديموقراطية تاريخية، ليس الوقت المناسب للاستسلام للارهابيين. وبعد الاطلاع على تصريحه ما زلنا في حيرة. فهو لم يوضح على الاطلاق كيف يجعل الانسحاب من العراق اميركا اكثر أمناً". في غضون ذلك، حكم على سيندي شيهان، التي قتل ابنها الجندي في العراق، والعشرات من مناصريها، بدفع غرامة مالية لاتهامهم بالتظاهر قرب البيت الأبيض.