أعربت الأممالمتحدة عن قلقها ازاء تدهور الأوضاع الأمنية في اقليم دارفور في غرب السودان وبعض المناطق في جنوبه، واعلنت موافقتها على تبني ليبيا وساطة بين الحكومة السودانية ومتمردي شرق البلاد وعقد جولة محادثات تمهيدية بين الطرفين في طرابلس قريباً. وقال الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان جورج سومرويل في مؤتمر صحافي في الخرطوم، أمس، ان تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور لا يزال مستمراً وأدى الى اغلاق طرق رئيسية، موضحاً ان الأسبوع الماضي شهد ثلاث معارك بين القوات الحكومية ومتمردي دارفور والمليشيات المسلحة في شمال دارفور. ورأى ان الاوضاع على الحدود السودانية - التشادية تدعو الى القلق بسبب تحركات قوات تشادية منشقة وأخرى تلاحقها، مؤكداً ان على رغم الأوضاع الأمنية السيئة فإن الأممالمتحدة لن تنسحب من الإقليم وستظلّ تؤدي مهماتها. وذكر سومرويل ان مناطق في شرق الاستوائية وغربها في جنوب البلاد شهدت تدهوراً امنياً بسبب تحركات متمردي حركة"جيش الرب"الاوغندية المناهضة لنظام الحكم في كمبالا. وأشار الى مقتل 18 شخصاً في ليريا الأسبوع الماضي وتوقف المساعدات الانسانية، كما تحدث عن مواجهات بين النازحين واللاجئين العائدين الى ديارهم، من جهة، وقبائل محلية، مشيراً الى ان أربعة آلاف مواطن يواجهون وضعاً غذائياً سيئاً في ولاية الوحدة. واعلن ان ليبيا ستستضيف قريباً محادثات تمهيدية بين الحكومة السودانية ومتمردي الشرق لإنهاء الازمة التي يشهدها الاقليم. وقال ان المنظمة الدولية تشجع مثل هذه المساعي التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ووصل الى العاصمة الليبية ليل أول من أمس وفد حكومي يقوده مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم الدكتور كمال العبيد. كما أكدت الأمينة العامة لمؤتمر البجا الدكتورة آمنة ضرار ل"الحياة"ان المؤتمر تلقى دعوة من المسؤولين الليبيين لزيارة طرابلس السبت المقبل للبحث في كيفية حلّ قضية الشرق. ورحبت ضرار بالمبادرة الليبية واضافت"باعتبارنا اصحاب مشكلة نرحب بأي مبادرات تصبّ في مصلحة تحقيق سلام عادل". وأوضحت ان"مؤتمر البجا"لم يحدّد بعد وفده الى طرابلس، لكنها رجحت تمثيل قيادات الداخل والخارج في الوفد، مشيرة الى أنها ستتوجّه الى اسمرا في غضون اليومين المقبلين للبحث في ترتيبات زيارة ليبيا وملف التفاوض. الى ذلك، طرح الاتحاد الافريقي، الوسيط الرئيسي في مفاوضات دارفور، على اطراف النزاع جدول الأعمال الخاص بملف اقتسام الثروة لمناقشته في جولة المحادثات المقبلة المقرّرة في منتصف تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وفيما جدّد الوفد الحكومي استعداده لحسم الموضوعات محلّ النقاش، أبدت حركتا التمرّد عدم استعدادهما لاجازة جدول الأعمال وطلبتا إمهالهما لإجراء مشاورات مكثفة للبتّ في شأنه. ووجّه كبير وسطاء الاتحاد الافريقي الدكتور سالم أحمد سالم نداء دعا فيه الطرفين الى الاسراع بالبتّ في جدول الاعمال قبيل نهاية جولة المفاوضات الحالية المقرّرة اليوم الخميس. وأشار الى نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه ما وصفه ببطء المفاوضات، مطالباً بحسم هذا الملف قبل نهاية الجولة الحالية. واعطى سالم المتمردين فرصة اخرى يُتوقع ان تكون انتهت مساء أمس. في غضون ذلك، تبدأ مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية جيراندي فريزر، اليوم، زيارة رسمية للسودان تستغرق أربعة ايام تلتقي خلالها عدداً من المسؤولين وتزور مدينة جوبا في جنوب البلاد. وعلم ان محادثاتها مع المسؤولين ستركز على الأوضاع في دارفور وخطوات تنفيذ اتفاق السلام والعلاقات بين البلدين وتطبيع العلاقات.