نقلت صحيفة"واشنطن بوست"أمس، عن ديبلوماسيين أجانب ومسؤولين أميركيين أن اجتماعاً سرياً عقد في دبي عام 1987 بين مسؤولين إيرانيين ومساعدين للعالم النووي الباكستاني عبد القدير خان، أفضى إلى عرض مكتوب لتزويد طهران بالمعدات اللازمة للمضي قدماً في برنامج لصنع أسلحة نووية. وأكدت الصحيفة أن الاتفاق ترجم لاحقاً في إرشاد شبكة خان إيران من أجل شراء تصميمات لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عملية تخصيب اليورانيوم ومعدات للشروع فيها، وذلك من أماكن مختلفة، ما يتناقض مع زعم إيران في محادثاتها الأخيرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها رفضت فرصة لشراء معدات أكثر حساسية تشكل نواة صنع القنبلة النووية. وعلق ديبلوماسي غربي لم تذكر الصحيفة الأميركية اسمه على العرض المكتوب بأنه يشكل الدليل الأكثر وضوحاً إلى الآن، على امتلاك إيران برنامجاً للأسلحة النووية،"لكنه لا يثبت ذلك كلياً، خصوصاً أن معظم المعدات التي حصلت عليها يمكن استخدامها في أغراض سلمية وتتوزع بين مختلف جوانب برنامج إيران لإنتاج الطاقة". تخصيب اليورانيوم في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد آصفي أن بلاده لن تقدم تنازلات في ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. وشدد آصفي على أن الموضوع الرئيس لدى ايران يتمثل في مواصلة المحادثات مع أوروبا تمهيداً لبناء الثقة مع العالم وتبديد أي مخاوف،"لكن مع استئناف عملية التخصيب في الوقت نفسه، وهو ما اتفقنا عليه مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا العام الماضي، ويتعين بالتالي وضعه مجدداً على جدول الأعمال، علماً أن أي شيء آخر لن يحظى بالقبول لدينا". وأكد آصفي أن التكتل الأوروبي يمكن أن يقترح"أي صيغة"تتضمن حق إيران المشروع في تخصيب اليورانيوم وما يمكن أن تفعله طهران لتبديد المخاوف إزاء برنامجها النووي. وأوضح أن المحادثات ستستمر حتى العاشر من آذار مارس المقبل، قبل رفع تقرير إلى القيادة الايرانية عن نتائج المفاوضات، تمهيداً لصدور قرار نهائي في منتصف الشهر ذاته. من جهته، صرح المفاوض الإيراني المكلف الملف النووي حسن روحاني بعد عودته من زيارة لباريس وبرلين أن عمليات تخصيب اليورانيوم"غير قابلة للتفاوض"، حتى في حال منحنا حوافز سياسية وأمنية واقتصادية". واللافت أن روحاني رحب بالمبادرة الأميركية التي أطلقها الرئيس جورج بوش في زيارته الأخيرة لبروكسيل، لمساعدة الأوروبيين في التوصل إلى تفاهم مع طهران، في حين لم ينفِ وجود أزمة مع بريطانيا. لكن آصفي أوضح أن الترحيب بالمساعدة الأميركية لا يعني الموافقة على دخولها طرفاً في المفاوضات. توقيع الاتفاق الروسي- الإيراني وفي مفاعل بوشهر، وقعت إيرانوروسيا أمس، على اتفاق تزويد إيران بالوقود النووي في مقابل إعادتها النفايات النووية أو الوقود المستنفد إلى موسكو، في خطوة عملية وضعت البرنامج النووي الإيراني على بدايات خط الانتاج، لكنها جعلت قضية الإصرار الإيراني على الاحتفاظ بتخصيب اليورانيوم في مهب رياح الضغوط الدولية. ويهدف بند إعادة الوقود المستخدم إلى روسيا إلى ضمان عدم استعماله مجدداً من أجل صنع القنبلة الذرية، علماً أن مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية ألكسندر رومانتسيف الذي وقع الاتفاق مع نظيره الإيراني غلام رضا أقازاده، توقع تسليم كمية مئة طن من الوقود منتصف عام 2006، تمهيداً لانطلاق العملية نهاية العام ذاته. وذكر رومانتسيف أن"بروتوكولاً سرياً"إرجاء توقيع الاتفاق في الموعد المقرر صباح أول من أمس. وجدد التأكيد على قناعة موسكو بأن بوشهر لا يقرب إيران من امتلاك القنبلة الذرية،"ما يجعل التعاون الإيراني الروسي يحترم القواعد الدولية".