واشنطن – أ ف ب، رويترز – في ظل العقوبات الدولية التي تستهدف البرنامج النووي لإيران، انطلقت أمس المرحلة الأولى لتشغيل محطة «بوشهر» الكهرو - ذرية تحت رقابة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي اعتبرته طهران «رمزاً لمقاومة الامة الايرانية، وتصميمها على بلوغ اهدافها السلمية». ودشِنت المحطة بعد 30 عاما على بدء اعمال بنائها، فيما اعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ان بلاده لا تنوي مواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة «الى ما لا نهاية، بل وفقاً لحاجاتنا فقط». وشدد رئيس الوكالة الذرية الروسية (روساتوم) سيرغي كيريينكو على «الطابع الدولي» للمحطة الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية، في حين اعلنت الولاياتالمتحدة ان بدء العمل في «بوشهر»، لا يحمل اخطاراً باستخدام المنشأة عسكرياً. واشارت الى ان تسليم روسياايران الوقود اللازم لتشغيل المحطة «يؤكد ان ايران لا تحتاج الى امتلاك قدرات خاصة بالتخصيب لو كانت نياتها سلمية». وضُخت أمس الكمية الأولى من الوقود اللازم لتشغيل مفاعل بوشهر (نحو 75 طناً)، وسيستمر ذلك حتى 23 أيلول (سبتمبر) المقبل، تمهيداً للشروع في تشغيل المفاعل لإنتاج نحو الف ميغاواط من الكهرباء، علماً ان ايران تسعى الى انتاج 20 الف ميغاواط من الطاقة خلال السنوات ال25 المقبلة، ما يعني رغبتها في تشييد 19 محطة اضافية للطاقة النووية. وخلال تدشين المفاعل، أكد صالحي ان بلاده ستواصل التخصيب لانتاج الوقود النووي الذي تحتاجه محطاتها النووية، لافتاً الي اجراء مسح جغرافي وفني لمواقع مقترحة من اجل بناء 10 مراكز لتخصيب اليورانيوم. لكنه اضاف: «لسنا مستعجلين لانشائها، ولن نحوّل بالتالي كل اليورانيوم المنخفض التخصيب بمستوى 3.5 في المئة الي 20 في المئة، بل بالحجم الذي نحتاجه بعدما امتنع الغرب عن تزويدنا وقوداً. ويخضع ذلك لمعاهدة حظر الانتشار النووي». واضاف: «لم نكن ننوي تخصيب اليورانيوم لمفاعل طهران بنسبة 20 في المئة، لكننا لم نتلقَ رداً ايجابياً من الغربيين حول طلبنا الحصول على وقود لهذا المفاعل»، في اشارة الى فشل المفاوضات في هذا الشأن مع الدول الكبرى في خريف 2009. ووصف رئيس الوكالة الذرية الروسية كيريينكو تشييد محطة بوشهر النووية بأنه «انجاز كبير» للتعاون بين بلاده وايران و10 دول اخرى لم يسمّها ساهمت في تجهيز المعدات اللازمة للمحطة، مستبعداً «اي احتمال لاستخدامها لأغراض غير سلمية،خصوصاً أن أي عقوبات او قيود دولية لم تشملها». وأكد سعي بلاده الى التعاون في مشاريع نووية مشتركة مع ايران، علماً ان الجانبين وقعا ثلاث مذكرات في هذا المجال. وكانت موسكو اتفقت مع طهران على تزود مفاعل بوشهر بقضبان وقود، وتتسلم روسيا الوقود المستنفد الذي يمكن استخدامه في صنع بلوتونيوم يساعد في صنع أسلحة، ما يعني أنها لا تساعد أي جهود إيرانية لصنع قنبلة نووية. وفي واشنطن، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية داربي هولاداي «ان مفاعل بوشهر مخصص لتوفير طاقة نووية ذات استخدام مدني، ولا ننظر اليه باعتباره يحمل اخطاراً لانتشار السلاح النووي لأنه سيخضع للوكالة الدولية، ولأن روسيا تقدم الوقود له، وتستعيده بعد استخدامه. لكن ذلك لا يعفي النظام الايراني من مسؤولياته الكبيرة تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية».