فاجأ التلفزيون السوري مشاهديه على قنواته الثلاث الفضائية والأولى والثانية باعتماد هوية بصرية جديدة تختلف تماماً عن جميع ما تم تجريبه وتبديله على الفضائية السورية خصوصاً خلال الاعوام الماضية. الهوية الجديدة التي اشتملت على التغيير في أسلوبية الفواصل والشارات الاساسية إضافة الى الشعار الذي أمسى موحداً في شكله العام بين القنوات الثلاث مع احتفاظ كل قناة بلون خاص، خرج عن المنهج السابق الأقرب الى الفوضى والارتجال في وضع الفواصل فضلاً عن"اللوغو"المعقّد الذي اعتمد طوال السنوات الثلاثة الماضية، وربما كان القول أن الفضائية السورية كانت تعمل من دون هوية بصرية واضحة أقرب إلى المنطق، في ظل اقتصار الأمر على وضع"اللوغو"في أقصى يسار الشاشة فقط، وعدم إتباعه بالفواصل والمقدمات اللازمة لبعض البرامج وغياب الشكل المميز والروح الواحدة في عرض فقرات خفيفة ويومية كالنشرة الجوية والوقائع. الجهة المنفذة للمشروع والمشرفون عليه يؤكدون أن الوصول الى هذا الشكل جاء بعد فترة طويلة من الدرس تطلبت إجراء استبيان على أحد مواقع الانترنت شمل نحو 14 ألف مشارك حول برامج التلفزيون السوري والمشكلات التي يرونها فيها، فضلاً عن إحصاء عشوائي على 200 شخص تتصل بموضوع الهوية البصرية المقترحة ، قبل القيام بالأعمال الفنية وتصوير الفواصل السينمائية الموجهة لشرائح مختلفة في المجتمع وتحميضها في إيطاليا . مكونات التغيير الجديد التي بدأ المشاهدون يعتادون عليها لم تكتمل بعد، كما يبدو، بل إن ما تم حتى الآن يشكل ما يشبه المفاتيح الأساسية التي يتوجب على فنيي الغرافيك في التلفزيون إتمامها والبناء عليها انسجاماً مع الروح الفنية الجديدة التي اعتمدت ولاقت اسحتساناً من المبكّر الأخذ به نهائياً على رغم المؤشرات الايجابية التي يشير إليها استبيان وضعه موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على الانترنت حول الهوية الجديدة. ومع تأكيد إدارة الفضائية إن الخطوة المقبلة ستكون إنجاز هوية بصرية جديدة للأخبار السياسية التي طالما واجهت الانتقاد في أدائها وهويتها السابقة، فإن الانطلاقة التي اعتمدت في معالجة قضية الهوية المزمنة يجب تعميمها على بقية تفاصيل العمل التلفزيوني والبدء بمعالجة مواضيع تبدو بسيطة وتفصيلية لكنها في الوقت ذاته جوهرية وتتصل بمضمون العمل ومدى الاقبال عليه ونجاحه، وبالتالي نجاح المحطة برمتها!