أكد العراق امس انتهاء عملية" الستار الفولاذي"في حصيبة، قرب الحدود السورية، بمقتل واعتقال مئات"الارهابيين"، وشهدت المنطقة نزوحاً شيعياً في اتجاه الجنوب، خصوصاً الى بابل والنجف، فيما قتل 31 عراقياً واصيب 28 بعملية انتحارية تبناها"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة ابي مصعب الزرقاوي استهدفت مطعماً وسط بغداد. في غضون ذلك، طالب رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، سورية ب"إغلاق معسكرات الأرهابيين على أراضيها"، فيما طالبها سترو ببذل المزيد من الجهد لضبط حدودها. وأوضح وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي خلال مؤتمر صحافي أن"العمليات العسكرية في منطقة حصيبة على الحدود السورية انتهت أول من أمس، اذ اعتقل 135 إرهابياً وقُتل حوالي 200". وأضاف:"أعتقد بأن هذه المنطقة كانت أحوج ما تكون الى عملية جراحية لاستئصال السرطان من جسد هذه المدينة الصغيرة الواقعة على الحدود السورية، والتي مع الأسف باتت ممراً ومستقراً للارهابيين، ومن خلالها يتم التوزيع على بقية أنحاء العراق". وتابع:"قلت قبل يومين: أينما يوجد الارهاب ستكون هناك عمليات عسكرية ... وأنا مسؤول عن أمن العراق وأرواح العراقيين، لذا نرجو من جميع الأطراف أن تساعد العراق". الى ذلك أعلنت وزارة الداخلية عن"مقتل 31 شخصاً وإصابة 28 آخرين بعملية تفجير انتحارية نفذها انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً في مطعم في شارع أبو نواس"وسط بغداد، في مطعم يشتهر بإعداد الأطباق الشعبية، خصوصاً وجبة الفطو. وأعلن تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي في بيان نُشر على الانترنت مسؤوليته عن هذا الهجوم الانتحاري. وجاء في البيان:"انطلق أخ كريم وليث من ليوث كتيبة البراء بن مالك الاستشهادية، لينغمس في تجمع المرتدين من الشرطة وقوات الغدر بدر وحراسات فندق فلسطين، في مطعم قدوري في شارع أبو نواس في بغداد موقعاً فيهم نكاية عظيمة". من جهة ثانية، أكد مصدر أمني عراقي اعتقال مزيد من مخططي ومنفذي العملية التي استهدفت فندقي فلسطين وشيراتون وأدت الى مقتل 17 شخصاً على الأقل وجرح 15 آخرين وقال سترو أمس، أن على سورية"بذل مزيد من الجهود"لضبط حدودها ومنع المقاتلين الأجانب من التسلل الى العراق. جاء ذلك خلال زيارة مفاجئة لبغداد أجراها سترو أمس والتقى خلالها الجعفري ومسؤولين عراقيين. أما الجعفري فقال:"بالنسبة إلينا، أكدنا أكثر من مرة بأن تكون الجارة سورية أكثر جدية لمنع تسلل الارهابيين، وفي الوقت ذاته أن تغلق معسكرات الارهابيين في أراضيها". لكنه أكد حرصه على إقامة علاقات ايجابية مع دمشق. وأعرب سترو عن دعم حكومته للسلطات العراقية، وأكد أن بلاده مستعدة لسحب قواتها"في أسرع وقت"من العراق شرط أن تصبح قواتها قادرة على حفظ الأمن. وشدد على أن بريطانيا ملتزمة على المدى الطويل تقديم دعم اقتصادي وسياسي للسلطات العراقية.