تراجعت وتيرة الاعتداءات الأمنية في العراق مخالفة التوقعات بتصاعدها قبل 48 ساعة على موعد الانتخابات، وسجل انفجار سيارتين مفخختين في بغداد، واستهداف عدد من مراكز الاقتراع، فيما اعلن الجيش الاميركي مقتل جنديين. وتبنت جماعة الإسلامي الاردني"أبو مصعب الزرقاوي"وجماعة"انصار السنة"بعض العمليات، فيما تحدثت الحكومة العراقية عن اعتقال المزيد من الاشخاص المقربين من الزرقاوي. وبدا ان تلوث نهر دجلة بعد تخريب أحد أنابيب النفط سيكون له أثر طويل الأمد. قتل أربعة أشخاص وأصيب أربعة غيرهم بانفجار سيارة مفخخة أمس، قرب محطة الدورة لانتاج الطاقة الكهربائية. وقال مصدر في قسم الطوارئ في مستشفى اليرموك إن"بين القتلى ثلاثة من رجال الشرطة". وذكر شرطي في مستشفى اليرموك، طلب عدم كشف هويته، أن"سيارة سوداء اقتربت عند التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي من نقطة التفتيش عند مدخل المحطة وكان يقودها ملثم تم توقيفه وبعد ثوان وقع الانفجار". واضاف:"فقدنا ثلاثة زملاء وأحد المدنيين". وانفجرت سيارة مفخخة ثانية قرب إحدى المدارس في المنطقة ذاتها مستهدفة أحد مراكز الاقتراع. وقال مصدر في الشرطة ان"السيارة انفجرت بعد ساعتين وربع الساعة قرب مدرسة النهضة، ما أدى الى وقوع أضرار مادية فقط". وتبنت جماعة الزرقاوي في بيان على الانترنت هجوم الدورة. وقالت إنه استهدف مركزاً للشرطة. وجاء في البيان:"انطلق ليث من أسد التوحيد في كتيبة الاستشهاديين التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وهاجم مقراً للشرطة في منطقة الدورة في بغداد ... وأصاب مقتلة عظيمة من الاميركيين وعملائهم من الشرطة". في هذه الاثناء، أعلن وزير الدولة لشؤون الأمن القومي قاسم داود ان السلطات العراقية اوقفت"أمير"جماعة الزرقاوي في بغداد. وقال إن غالبية المسلحين يعبرون الحدود السورية للتوجه الى العراق. وأضاف:"ان صلاح سلام العبيدي الملقب ب"ابي سيف"اعتقل في بغداد في 15 الجاري"، ووصفه بأنه"أبرز مسؤول في الجماعة في بغداد التقاه الزرقاوي أكثر من 40 مرة في الأشهر الثلاثة الأخيرة". وأشار الى ان السلطات اعتقلت أيضاً علي محمد ياسين العيساوي، وهو من اعوان الزرقاوي. وأكد ان العبيدي"كان يرتب لقاءات الزرقاوي". وأنحى داود باللائمة على سورية، لأن"غالبية المسلحين يعبرون حدودها". وقال:"ان غالبية المسلحين عبرت الشهر الماضي انطلاقاً من الحدود السورية. وهم صداميون واصوليون". وكان الجنرال الاميركي ايرف ليسل اعلن اول من امس، ان اكثر من 25 شخصاً من اتباع الزرقاوي اعتقلوا في منطقة بغداد الشهر الماضي. وأعلن الجيش الاميركي في بيان له امس، مقتل جندي في"انفجار عبوة ناسفة في جنوببغداد واصابة ثلاثة آخرين. وبعد 15 دقيقة قتل جندي آخر بالرصاص من سلاح خفيف في شمال العاصمة". ولم يذكر البيان تفاصيل أخرى. وقتل شرطي عراقي صباحاً في هجوم على مركز للاقتراع في مدينة كركوك 255 كلم شمال. واصيب شخصان آخران في هجمات على ستة مراكز للاقتراع في شمال بغداد انطلقت منذ مساء اول من امس. وقال العقيد عادل ابراهيم إن"مجهولين هاجموا المركز الواقع في شرق كركوك بأسلحة رشاشة، ما أدى الى مقتل الشرطي الذي يتولى حراسته". وكان مدني اصيب بجروح في هجوم على مركز اقتراع في الدورة 150 كلم شمال، كما اصيب آخر في قصف بالهاون على احد مراكز الاقتراع شرق تكريت 180 كلم شمال بغداد. واستهدفت ثلاثة مراكز للاقتراع شمال بغداد من دون أن تسفر عن وقوع ضحايا. وكشف مسؤول في وزارة النفط العراقية ان عملية تخريب جرت في شمال العراق ثالث أيام عيد الاضحى أدت الى تلوث نهر دجلة ووصل الى بغداد امس، نتيجة تسرب للنفط الخام. وقال إن"العمل التخريبي استهدف أحد أنابيب النفط حيث اشتعلت النيران قرب الفتحة شمال بيجي 200 كلم شمال بغداد، وان تسرب النفط بلغ نهر دجلة ووصل الى بغداد الجمعة. وتبنت جماعة"الجيش الاسلامي في العراق"في بيان نشرته مساء اول من امس، على موقعها على الانترنت مسؤوليتها عن هجوم شنته في مدينة الرمادي الذي استهدف محيط قاعدة اميركية، وأكدت أن الهجوم ادى الى"مقتل عدد"من عناصر القوات العراقية والاميركية. وعثرت الشرطة العراقية امس، على جثث ستة جنود في الرمادي 100 كلم غرب بغداد يحملون أوراقاً ثبوتية. وأفاد شهود ان الجثث التي القاها مسلحون مجهولون في الشارع مزقها الرصاص.