بعد سباق دراماتيكي اعتُبر سابقة، أسفرت الانتخابات البرلمانية المحلية في ولاية سكسونيا المنخفضة عن هزيمة حزب المستشارة الالمانية انغيلا مركل، المتحالف مع الليبراليين، امام تحالف المعارضة الاشتراكية والخضر. وانتصر تحالف الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر بفارق ضئيل جداً في الأصوات، بنيله 46.3 في المئة، في مقابل 45.9 في المئة للتحالف المسيحي – الليبرالي. وبعد عشر سنوات، انتقل الحكم في الولاية من المسيحيين والليبراليين إلى الاشتراكيين والخضر الذين زادوا أصواتهم 8 في المئة، في مقابل تراجع التحالف الخاسر 4.8 في المئة. وعم فرح ضخم قادة الفريق الفائز وأنصاره، فيما خيّم وجوم على الفريق الخاسر، بعدما وضعت مركل كل ثقلها في المعركة التي حوّلها كل الأطراف معركة كسر عظم، على مشارف معركة الانتخابات النيابية العامة المقررة أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل. واعتبرت مركل فوز المعارضة في انتخابات الولاية، «هزيمة مؤلمة ومحزنة». وكانت مركل تريد الفوز في المعركة، لسببين: أولهما تأكيد تفوقها الكبير على مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمستشارية بيير شتاينبروك، والثاني إنقاذ حليفها الصغير الحزب الليبرالي ورئيسه وزير الاقتصاد الاتحادي في حكومتها فيليب روسلر، من خسارة مدوية كانت ستؤدي إلى إسقاطه وإضعاف حزبه، وفقدان إمكان تشكيل حكومة معه بعد الانتخابات العامة. خطوة ناقصة ولتفادي ذل ك، خطت مركل خطوة ناقصة أوقعتها في حفرة كلّفتها رأس الحكومة المحلية في الولاية، اذ شددت أمام مؤيدي حزبها أكثر من مرة على أهمية تمثيل الحزب الليبرالي في برلمان الولاية، لتشكيل حكومة معه، ما جعل أكثر من 100 ألف ناخب مؤيد للمسيحيين الديموقراطيين، يصوّتون لليبراليين الذين حصلوا فجأة على نحو 10 في المئة من الأصوات، بدل 4 في المئة لا تؤهلهم لدخول البرلمان. صحيح أن فكرة إسقاط رئيس الحزب الليبرالي طُويت الآن، لكن ثمن الخسارة ضخم جداً للمستشارة ومعسكرها، بحسب تحليل معظم المراقبين الألمان. وعلى رغم أن انتصار الاشتراكيين حصل بنسبة ضئيلة جداً، وكان يمكن أن يكون لمصلحة الطرف الآخر أيضاً، لكنه عزّز تخوّف مركل وحزبها من تكرار السيناريو في الانتخابات العامة. وتشير استطلاعات دورية للرأي إلى أن التنافس بين التحالفين ما زال على أشده على مستوى البلاد أيضاً، ما يعني أن مركل ومؤيديها سيتهيّبون مجدداً تجيير أصوات منهم للحزب الليبرالي الذي يرى فيه مراقبون نقطة ضعف رئيسة بالنسبة الى المسيحيين الديموقراطيين، فيما يُعتبر حزب الخضر نقطة قوة متزايدة بالنسبة الى الاشتراكيين. وأقرّ شتاينبروك بارتكابه هفوات وأخطاء لم تعزّز مواقع حزبه في الولاية والبلاد، مشيراً إلى أنه تعلّم درساً وسيجهد ليكون جديراً بتمثيل حزبه في الانتخابات العامة. إلى ذلك، أعلن وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله أن بلاده «لم تعد ترغب بأن تكون من القوى الكبرى في السياسة الخارجية»، متسائلاً: «كيف يمكننا ذلك، بعد هتلر وأوشفيتز؟ التاريخ يترك بصماته لزمن طويل».