مرة أخرى يطل معرض القاهرة للكتاب على الناس عارضاً هموم الأمة وأمراضها، فاسحاً المجال للمثقفين العرب عرض رؤاهم للسيطرة عليها وعلاجها، في دورته السابعة والثلاثين التي تُفتتح اليوم الأربعاء. يشارك نحو 025 ناشراً يمثلون 52 دولة بينها 9 دول أجنبية في طرح آلاف العناوين التي يتناول غالبيتها قضايا معاصرة، وفي سرايا المعرض المنتشرة في أرض المعارض في ضاحية مدينة نصر أعدت الهيئة العامة المصرية للكتاب برنامجاً حافلاً يشارك فيه المثقفون والسياسيون والأكاديميون والشخصيات العامة في مناقشة ما جاء في أهم الكتب، وتحليل أهم أسباب التراجع العربي وأزمات النظام العربي، وعلاقة العرب بالغرب ومشاكل المجتمعات العربية الداخلية. ووفقاً لوزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني فإن دورة المعرض التي تستمر حتى الثامن من شهر شباط فبراير المقبل ستمثل"تظاهرة ثقافية متميزة تنظيمياً وتقنياً بالإضافة إلى كونها حدثاً ثقافياً عالمياً"، معتبراً أن"مشاركة شخصيات عالمية ذات ثقل علمي وثقافي كضيوف شرف لدورة العام الجاري"، وتحدث الوزير عن التنظيم وتعهد بأن يخلو المعرض من سلبيات رصدت في الدورات السابقة ووعد بمستوى راقٍ في العرض والخدمات وشكل جمالي غير مسبوق وتقنيات حديثة تستخدم للمرة الأولى. وقال إن"الحوار الوطني وآفاق النهضة والإصلاح سيكون من أهم القضايا التي يطرحها المعرض من خلال ندواته"، مشيراً إلى قضايا فرعية سيناقشها المسؤولون والخبراء الذين يشاركون في تلك الندوات مثل قضايا المشكلة السكانية والتعليم وتطويره وعصر العولمة والنهضة والإصلاحات التشريعية والقضائية. كلمة الاصلاح التي توزعت بين ارجاء الوطن العربي اخيراً لن تتواصل في ضمن فعاليات المعرض. فالقائم بأعمال رئيس هيئة الكتاب الدكتور وحيد عبد المجيد أوضح أن ندوات المعرض وفاعلياته لن تتناول الاصلاح، وقال عبد المجيد إن مفهوم الإصلاح يستخدم الآن لأغراض سياسية خصوصاً من جانب الولاياتالمتحدة التي شخصته وحصرته في بعض التعديلات القانونية، ورأى أن مفهوم الإصلاح صار في حاجة إلى تأهيل وإعادته الى جذوره وتحريره من الارتهان بالخارج، ووفقاً لعبد المجيد فإن فعاليات المعرض ستشهد انشطة أخرى مهمة من بينها احتفالية في مناسبة مرور قرنين على تولي محمد علي حكم مصر وأخرى في مناسبة مرور 004 سنة على أول ترجمة فرنسية لكتاب"ألف ليلة وليلة"اضافة إلى احتفالية أخرى حول كتاب"رحلات ابن بطوطة"لسرفانتس. هاجس الرقابة ومصادرة الكتب يظل قائماً لدى الكتاب والمبدعين لكن عبد المجيد أكد أن الحرية متاحة كاملة لكل دور النشر في عرض عناوينها، واشار الى أن غالبية الناشرين أدخلوا كتبهم فعلاً الى ساحات المعرض. وأضاف أن للمعرض ضيوف شرف كل عام، وأن الكاتب الفرنسي روبير سوليه سيكون ضيف معرض السنة من 92 كانون الثاني يناير حتى 3 شباط فبراير المقبل، ومن جنوب أفريقيا نادين غورديمر الحاصلة على جائزة نوبل في الأدب وذلك خلال الفترة من أول شباط فبراير حتى 8 من الشهر نفسه إضافة إلى عدد كبير من كبار المفكرين والأدباء العرب المقيمين في الخارج.