على الرغم من افتتاحه الأربعاء الماضي لم تحدد وزارة الثقافة المصرية أو الهيئة المصرية العامة للكتاب منظمة معرض القاهرة للكتاب عدد الكتب المطروحة كما جرت العادة في السنوات السابقة. وقال رئيس اللجنة المنظمة للمعرض وحيد عبد المجيد في مؤتمر صحفي: إن المعرض حدث ثقافي وليس مجرد سوق للكتاب. وعلى الرغم من معارضة الكثير من المثقفين الذين أدلوا برأيهم لوسائل إعلام مختلفة مرئية ومسموعة إلا أن اللجنة المنظمة تصر على إقامة الفعاليات الثقافية والندوات المصاحبة،مؤكدة بذلك مواصلتها لهذا التقليد وعدم الاكتفاء بعمليات البيع المحضة. وحول عدم دعوة المعرض هذا العام للكاتب المصري محمد حسنين هيكل قال عبد المجيد الذي يرأس الهيئة المصرية العامة للكتاب: ان الشخصيات التي تدعى للمشاركة في ندوات المعرض ترتبط بالقضايا المطروحة حاليا. وكان لقاء هيكل بالجمهور يشكل في سنوات سابقة حدثا من بين أبرز أحداث معرض الكتاب. وقال عبد المجيد أيضاً: إن معرض القاهرة سيخطو ابتداء من العام القادم نحو مزيد من التنظيم والفاعلية بدعوة إحدى الدول كضيف شرف لتقديم ثقافتها على نسق معرض فرانكفورت، مشيرا إلى أن ألمانيا هي ضيف شرف الدورة القادمة عام 2006. وأضاف: ان هذه الدورة تستضيف ثلاث شخصيات بارزة هي الكاتبة الحاصلة على جائزة نوبل في الآداب نادين جورديمر من جنوب أفريقيا والكاتب الفرنسي روبير سوليه مؤلف كتاب "مصر.. ولع فرنسي" والألماني فولكر نويمان مدير معرض فرانكفورت للكتاب. وأشار إلى أن الهدف من استضافة هذه الشخصيات هو التحاور حول عدد من القضايا الدولية الساخنة منها حوار الحضارات وموقف العالم الغربي من الحضارة العربية والعالمين العربي والإسلامي. وتتواكب الدورة الجديدة مع أربع مناسبات تاريخية تحتفل بها مصر في المعرض هي مرور 250 عاما على ميلاد المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي أحد أبرز المؤرخين في التاريخ الإنساني و200 عام على تولي محمد علي حكم مصر و700 عام على ظهور رحلات ابن بطوطة ومرور 300 عام على الترجمة الفرنسية لكتاب (ألف ليلة وليلة). وأشار إلى أن المحور الرئيسي للمعرض يحمل عنوان (آفاق النهضة والإصلاح) حيث يتم طرح عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر محاور منها (النهضة والإصلاح بين التحديات الداخلية والخارجية) و(التعليم وتحديث المجتمع) و(دور المرأة في الإصلاح) و(العلم كأساس للإصلاح) و(النهضة الفنية في مجالي السينما والمسرح) و(التحول الاقتصادي في عصر العولمة) من جهة أخرى التقت "اليوم" بالدكتور عبد الله المعجل وكيل وزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية حيث أكد أن مشاركة المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب هي مشاركة دائمة، حيث تتميز تلك المشاركة بعمق تميز العلاقات السعودية المصرية وتعزيز أواصر التعاون بين كافة الأنشطة الثقافية والأدبية بين البلدين ولذا نحن حريصون دوماً على المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية خاصة ونحن على علم تام بان معرض القاهرة الدولي هو اكبر ثاني معرض للكتاب على مستوى العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب وهو الأول على مستوى العالم العربي لذا نحن سعداء بهذا التواجد وتلك المشاركة حيث نعتبره أيضا مفخرة لنا جميعاً نحن كعرب. وعن حرص المملكة على تلك المشاركة واصل سعادته التأكيد على ان المملكة تحرص دوماً على تلك المشاركة وتحرص أيضا على تطوير المشاركة عاماً بعد عام ويتم ذلك ولله الحمد بجهود كل الزملاء العاملين في وزارة التعليم العالي بالمملكة وجهود الإخوان في الملحقية الثقافية السعودية بالقاهرة وعلى رأسهم المستشار الثقافي للملحقية محمد بن عبد العزيز العقيل. وتأتي مشاركتنا هذا العام متميزة عن المشاركات السابقة واوجه التميز من خلال المشاركة الأساسية الرسمية في صالة الاستثمار ثم المشاركة الخاصة بالنشر وتلك هي المشاركة للعام الثالث على التوالي، مشيراً إلى أن عدد دور النشر للعام الثالث على التوالي في زيادة مستمرة من الجهات الحكومية او الخاصة هذا وتتميز مشاركة هذا العام من حيث الاتساع حيث تشمل المساحة المخصصة لدور النشر حوالي 1800 متر مربع. بالإضافة إلى المشاركة من خلال المعارض المتخصصة مثل المعارض الخاصة بالفنون التشكيلية أو المعمارية ذات الطابع الثقافي وهناك مشاركة خاصة بالفنون التشكيلية وأخرى عن عمارة الحرمين الشريفين وثالثة حول العمارة والبيئة في مكةالمكرمة بشكل عام هذا بالإضافة إلى تميز المشاركة من حيث هذا الارتباط بين الناشرين السعوديين من حيث العرض والبيع أيضا وهذا يعطي فرصة بالتأكيد للكتاب السعودي خاصة الكتاب الأكاديمي ويتميز الجناح السعودي أيضا بحسن التنسيق لسهولة العرض وسهولة الحصول على المعلومة. أكد المعجل أن مشاركة هذا العام مميزة للغاية خاصة أن معرض القاهرة يتميز بوجود النشاط الثقافي المصاحب للمعرض وسوف يشهد ست محاضرات مختلفة العناوين الثقافية والأدبية والعلمية بالإضافة إلى بعض الأمسيات الشعرية والأدبية من خلال الأدباء السعوديين والمثقفين بالطبع هناك قائمة من المثقفين السعوديين المشاركين في هذه الفعاليات دون أن يذكر أسماء محددة.وبسؤال المعجل عن تواجد المرأة السعودية المثقفة ضمن خريطة المشاركة السعودية اكد ان خريطة المشاركة السعودية تمت بصورة بعيدة كل البعد عن منطق التميز بين المرأة والرجل اذ تم الاختيار حول مفهوم الاكفاء في تناول المواضيع المطروحة للنقاش والعرض والتداول وفق خريطة المشاركة السعودية وبالنسبة لاختيارات المرأة في تلك المشاركات او المحافل الدولية فقد اكد سعادته ان المشاركة النسائية السعودية دائماً مشاركة مميزة، مشيراً إلى مشاركتها في فعاليات خارجية مختلفة في الأردن وغيرها من الملتقيات، لكنه عاد وقال إن عدم وجود المرأة في خريطة البرامج الثقافية السعودية في المشاركة السعودية هذا العام لم يكن مقصوداً على الإطلاق ولم يكن من ورائه أي مفهوم او محاولة للتميز بين عطاء المرأة وعطاء الرجل.