ارتفع سعر صرف الدولار الى أعلى مستوياته في أسبوع ونصف الاسبوع أمام الين الضعيف بشكل عام أمس مدعوماً بتوقعات برفع الفائدة الاميركية، ما سيسفر عن اجتذاب الاموال الى الولاياتالمتحدة، وتراجع التكهنات بأن السلطات الآسيوية ستترك عملاتها ترتفع في وقت قريب. وتدعم الدولار بتصريحات مسؤولين من مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي لمحوا الى أنهم قد يسرعون وتيرة رفع الفائدة الاميركية. وأكد المسؤولون للسوق أول من أمس أن البنك المركزي مستعد للعمل للحد من التضخم. وقالت جانيت يلين رئيسة بنك الاحتياط في سان فرانسيسكو في وقت متأخر من مساء أول من أمس ان مجلس الاحتياط دفع كل اعضاء مجلسه للتحذير من رفع الفائدة. وقال وليام بول رئيس بنك الاحتياط في سانت لويس ان البنك مستعد للتحرك بحسم لمكافحة التضخم. وقال محللون ان البيانات الاقتصادية الاميركية الاخيرة، مثل تزايد معدل التضخم الرئيسي وزيادة معدل تشييد المنازل الجديدة وتراجع طلبات الحصول على اعانات البطالة، تدعم توقعات زيادة كلفة الاقتراض. وتدعم أسعار الفائدة المرتفعة سعر العملة لانها تزيد من فوائد الودائع وتجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين. ورفع مجلس الاحتياط سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خمس مرات منذ حزيران الماضي ليبلغ 2.25 في المئة. ويتوقع الكثيرون زيادات أخرى في شباط وآذار وأيار مايو ترفع الفائدة الى ثلاثة في المئة، ما يحقق ميزة للولايات المتحدة على منطقة اليورو حيث يبلغ سعر الفائدة حالياً اثنين في المئة. وزير المال الفرنسي الى ذلك قال ايرف جيمار وزير المال الفرنسي أمس ان على الولاياتالمتحدة ان تتوقف عن تجاهل سعر صرف الدولار، وأبدى أسفه لان الرئيس الاميركي جورج بوش لم يشر الى هذا الموضوع في خطاب تنصيبه أول من أمس. وأضاف جيمار لراديو"فرانس انتر"مكرراً تحذيراً أدلى به يوم الاربعاء الماضي:"في ما يتعلق بالاميركيين والدولار يتعين عليهم ان يمتنعوا تماماً عن اتخاذ موقف اللامبالاة". وزاد:"قرأت خطاب بوش بعناية وللاسف لم يذكر شيئاً عن هذا الموضوع. ان هذا الانخفاض في قيمة الدولار مقلق حقاً". وكان جيمار قال يوم الاربعاء الماضي ان قضية سعر صرف الدولار أمام اليورو يجب ان تعالج في اجتماع لوزارء مال مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى يعقد في لندن يومي الرابع والخامس من شباط فبراير المقبل. وقالت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك انه يريد البحث في تحسين السياسة الاقتصادية الاوروبية وخصوصاً في ما يتعلق بأسعار الصرف في اجتماع يعقد في السابع من شباط مع جان كلود يونكر رئيس مجلس وزراء المال في الاتحاد الاوروبي. وتراجع الين مع تزايد القلق في شأن التدخل ببيع الين وتبدد التكهنات في شأن نجاح مجموعة الدول الصناعية السبع في اقناع آسيا بالمشاركة في تحمل عبء انخفاض الدولار في اجتماعها الشهر المقبل. وأبدى الين مرونة أكبر من اليورو في الايام القليلة الماضية لانه يستخدم كبديل لليوان الصيني غير المحرر بالكامل، وسط توقعات بأن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ستحض الصين على رفع قيمة عملتها في اجتماعها في أوائل شباط المقبل. ويعتقد على نطاق واسع أن رفع قيمة اليوان المربوط بالدولار عند سعر 8.28 يوان للدولار سيدفع عملات آسيوية أخرى للارتفاع. وتعرض الين لضغوط عامة بسبب القلق من احتمال تدخل السلطات النقدية اليابانية. وكرر وزير المال الياباني ساداكازو تانيغاكي تصريحات سابقة قال فيها انه يجب أن تتحرك أسعار العملات بطريقة مستقرة وان طوكيو ستتحرك في سوق الصرف اذا اقتضت الضرورة. وارتفع الدولار نصف نقطة مئوية الى أعلى مستوياته من اسبوع ونصف الاسبوع ليسجل 103.80 ين. وارتفع اليورو ثلثي نقطة مئوية أمام الين الى 134.73 ين. وساهم ارتفاع اليورو أمام الين في دفع العملة الاوروبية للارتفاع أمام الدولار الى 1.3005 دولار لكنها ظلت قريبة بفارق سنت واحد من أدنى مستوياتها منذ شهرين الذي سجلته أول من أمس. ويقل اليورو الان بنسبة 5.3 في المئة عن مستواه القياسي الذي سجله يوم 30 كانون الأول ديسمبر الماضي عند 1.3670 دولار. وهبط سعر الاسترليني بعد أن أظهرت بيانات مبيعات التجزئة البريطانية انخفاضاً غير متوقع في فترة عيد الميلاد. وقال مكتب الاحصاء الوطني ان مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة 1.0 في المئة الشهر الماضي بعد ارتفاعها 0.6 في المئة في تشرين الثاني بينما كانت التوقعات تشير الى ارتفاع بنسبة 0.3 في المئة. وهبط الاسترليني عقب البيانات نصف سنت تقريباً الى 1.8615 دولار مقترباً من أدنى مستوى له منذ شهرين والذي سجله يوم الاثنين عند 1.8525 دولار. وأمام العملة الاوروبية الموحدة انخفض سعر الجنيه الاسترليني الى 69.74 بنس لليورو من 69.45 بنس قبل صدور البيانات لتصل نسبة انخفاضه عن اليوم السابق الى أكثر من نصف نقطة مئوية.