طوكيو، لندن - "الحياة"، رويترز - اعطى وزير المال الياباني كيتشي ميازاوا الضوء الاخضر أمس لاستمرار انخفاض الين قائلاً إن الين الضعيف من شأنه دعم المصدرين، معززاً التكهنات بان الحكومة تتبنى سياسة تدعم انخفاض الين لتحفيز الاقتصاد. وفي حين بلغ الين ادنى مستوى له منذ عشرة اشهر مقابل اليورو وادنى مستوى منذ 16 شهراً مقابل الدولار، قال ميازاوا في مؤتمر صحافي دوري: "يمكننا ترك تحركات الين لقوى السوق". وأثارت تصريحاته المزيد من الانخفاضات في اسعار العملة اليابانية فوصلت الى 111.57 ين مقابل اليورو و116.88 ين ازاء الدولار في سوق طوكيو. وقال كينيث لاندون محلل العملات في "دويتشه بنك" في طوكيو: "انها اشارة واضحة على ان السلطات اليابانية تشعر بالارتياح بدرجة كبيرة ازاء ما يجري حالياً. اذا كان هناك قلق داخلي في شأن انخفاض الين لكان هذا هو وقت اظهاره. لكنهم ساروا في الاتجاه المعاكس". وأضاف: "قد لا يلجأون لخفض الين عن عمد لإضعافه بدرجة أكبر لكنهم لن يقاوموا ذلك". ورداً على سؤال عما اذا كان المصدرون سيستفيدون من ضعف الين، قال ميازاوا: "ضعف الين سيدعم المصدرين في الاجل القصير لكننا لا نعرف ما اذا كان هذا الاتجاه سيستمر". وأضاف: "اننا الآن نشهد بعض التحركات بعد خفض الفائدة الاميركية ونترقب على اي مستوى ستستقر اسعار الصرف ويمكننا ترك حركة الين حرة في الوقت الراهن". وقال محللون ان سياسة الين الضعيف قد تخدم الحكومة اليابانية في الوقت الذي يتأخر فيه الانتعاش الاقتصادي، ومع تزايد العجز المالي واقتراب اسعار الفائدة من الصفر ليس امام الحكومة اليابانية الكثير من الخيارات المتبقية لدعم ثاني اكبر اقتصاد في العالم. وقال تاكيهيرا ساتو الاقتصادي في مؤسسة "مورغان ستانلي دين ويتر" في طوكيو: "انه ارخص محفز اقتصادي والاكثر ملاءمة للجميع". واغلقت الاسهم اليابانية على ارتفاع أمس وللمرة الاولى منذ خمس جلسات تداول متتالية مع استمرار الين في الهبوط، ما دفع المستثمرين للاقبال على اسهم الشركات المصدرة مثل "سوني" و"تويوتا". وارتفع مؤشر "نيكاي" 176.12 نقطة في نهاية التعامل، أي بنسبة 1.29 في المئة، مسجلاً 13867.61 نقطة. لكن ساتو قال إن ضعف الين قد يكون سلاحاً ذا حدين ونجاحه سيعتمد على سرعة ودرجة انخفاض الين. وأضاف: "بالنسبة للمستثمرين الاجانب فان قيمة اصولهم المقومة بالين ستتآكل عندما ينخفض الين. وقد يترددون في الاستثمار في الاسهم اليابانية". الفائدة الاميركية بعد يوم من خفض سعر فائدة الاحتياط والخصم اعلن مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي انه قرر خفض سعر فائدة الخصم ربع نقطة مئوية الى 5.5 في المئة. وكان المجلس خفض سعر فائدة الاحتياط نصف نقطة يوم الاربعاء الماضي الى ستة في المئة وسعر الخصم ربع نقطة مئوية الى 5.75 في المئة. الدولار واليورو والين احتفظ الدولار بموقعه الجديد فوق مستوى 116 يناً في اواخر التعاملات في طوكيو أمس بعد ان صعد الى 116.88 ين مسجلاً اعلى مستوى له أمام العملة اليابانية منذ آب أغسطس عام 1999. وتأرجح اليورو قرب مستوى 95.73 سنت الذي ارتفع اليه اخيراً مرتفعاً بشدة من 94.89 سنت في اواخر المعاملات في نويورك أول من أمس. كما ارتفع اليورو مقابل العملة اليابانية الى 111.79 ين مسجلاً اعلى مستوى منذ اواخر شباط فبراير مقارنة بنحو 109.97 ين في اواخر المعاملات في نويورك أول من أمس. وقال متعاملون ان اليورو يجتذب طلبات شراء من المستثمرين اليابانيين مع تزايد الاقتناع بان أوروبا مكان اكثر امناً للاستثمارات في ضوء الوضع الاقتصادي المهتز في كل من الولاياتالمتحدة واليابان. واستفاد اليورو من تفاؤل في شأن توقعات الاقتصادات الاوروبية أبرزته أخيراً بيانات تشير الى تعزز ثقة المستهلكين الفرنسيين الى مستوى قياسي مرتفع في كانون الاول ديسمبر الماضي. الاسترليني وانخفض سعر الجنيه الاسترليني الى ادنى مستوى له منذ ستة اشهر مقابل اليورو أمس، اذ ظلت العملة الاوروبية الموحدة المستفيد الاساسي من ضعف الدولار بسبب مخاوف تباطؤ الاقتصاد الاميركي. وقال ماثيو كليمنت الاقتصادي في "بريبون مارشال ياماني" في لندن: "يتعلق ذلك بنسبة 90 في المئة بقوة اليورو امام الدولار وليس بضعف الاسترليني لان سعر الاسترليني مقابل الدولار ليس ضعيفاً". وارتفع سعر الاسترليني قليلاً مقابل الدولار لكن لم يتجاوز بعد ذروته منذ اربعة اشهر ونصف الشهر التي سجلها في وقت سابق هذا الاسبوع. وبلغ سعر اليورو في سوق لندن 63.56 بنس مقابل 0.6326 بنس في اواخر التعامل في لندن. ومقابل العملة الاميركية بلغ سعر الاسترليني 1.504 دولار مقابل 1.5019 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. البطالة في الولاياتالمتحدة وأعلنت الحكومة الاميركية أمس ان معدل البطالة في الولاياتالمتحدة استقر على اربعة في المئة في كانون الاول ديسمبر الماضي مع نمو عدد الوظائف الجديدة بدرجة متواضعة في مؤشر جديد على تباطؤ نمو الاقتصاد الاميركي. وبلغ عدد الوظائف الجديدة خارج قطاع الزراعة 105 آلاف. وخفضت الوزارة بشدة تقديراتها لعدد الوظائف الجديدة في تشرين الثاني نوفمبر الى 59 الفاً من 94 الفاً وفق البيانات الاولية. وتجاوز عدد الوظائف الجديدة توقعات المحللين، اذ قدروا ان عددها سيبلغ 102 الف وظيفة.