أظهر تقرير حكومي أميركي صدر أمس أن ارتفاعاً كبيراً في تكاليف الطاقة، دفع مؤشر أسعار المستهلكين الى الارتفاع في الشهر الماضي بأسرع معدل له منذ نحو عام، لكن ضغوط الاسعار الاساسية ظلت محدودة. وارتفع الدولار الى أعلى مستوياته منذ ستة أسابيع أمام الين ومنذ أسبوعين أمام اليورو أمس مع اقبال المستثمرين على شرائه بعد أشهر من بيعه مقابل نطاق واسع من العملات الاخرى. وتراجع الجنيه الاسترليني أمام الدولار عن أعلى مستوى منذ 11 عاماً، لكنه ظل قرب أعلى مستوياته منذ عام أمام اليورو. - قالت وزارة العمل الاميركية ان مؤشر اسعار المستهلكين، وهو المقياس الرئيسي للتضخم الاميركي، ارتفع بنسبة 0.5 في المئة في كانون الثاني يناير الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 0.2 في المئة في الشهر السابق. وارتفع، ما يطلق عليه المؤشر الاساسي لاسعار المستهلكين والذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة، بنسبة 0.2 في المئة فقط في كانون الثاني. وكان الاقتصاديون في حي المال في نيويورك وول ستريت توقعوا أن يرتفع المؤشر العام بنسبة 0.3 في المئة والاساسي بنسبة 0.1 في المئة. وأدت هذه الزيادة المحدودة في المؤشر الاساسي الى استقرار المؤشر خلال 12 شهراً عند أدنى مستوياته منذ 38 عاماً، عند مستوى 1.1 في المئة والذي سجله في كانون الاول ديسمبر الماضي. ومن شأن بيانات المؤشر التي جاءت معتدلة أن تعزز استعداد مجلس الاحتياط الفيديرالي للتحلي بالصبر في شأن الموعد الذي يتعين فيه اتخاذ قرار برفع أسعار الفائدة التي تبلغ حالياً أدنى مستوياتها منذ عام 1958 عند واحد في المئة. وترجع النسبة الاكبر من الارتفاع في أسعار المستهلكين في كانون الثاني الى الارتفاع الكبير في تكاليف الطاقة التي زادت بنسبة 4.7 في المئة في الشهر الماضي وهي أعلى زيادة منذ آذار مارس الماضي. وارتفعت أسعار البنزين بنسبة 8.1 في المئة وهي أعلى زيادة منذ شباط فبراير الماضي في حين ارتفع سعر زيت الوقود بنسبة 7.2 في المئة وزادت اسعار الغاز الطبيعي بنسبة 3.8 في المئة. الدولار اعتبر محللون ارتفاع الدولار"فترة توقف موقتة"في اتجاه الدولار الهابط المستمر منذ عامين، لكنهم قالوا ان عدم قدرة اليورو على الاحتفاظ بمستوياته القياسية يعني أن احتمالات وصوله الى مستويات أعلى قد تقلصت في الاجل القصير. وعدل المستثمرون مراكزهم بعد أن اشتروا الدولار عند أدنى مستوياته على الاطلاق والبالغ 1.2927 دولار لليورو هذا الاسبوع وانتظروا طويلاً ارتفاع الين الذي لم يتحقق بشكل كامل وبلغ سعر اليورو 1.2622 دولار بعد ظهر أمس مقابل 1.268 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. وأشار متعاملون الى ان مستثمري الاجل القصير، مثل صناديق التحوط، قادت الطلب على الدولار في الفترة الاخيرة، ما دعم الاعتقاد بأن ذلك لم يصل بعد الى نقطة تحول في اتجاه الدولار. وقال المحللون ان الاتجاه التصحيحي للدولار بدأ عندما أعرب البنك المركزي الاوروبي عن قلقه من ارتفاع اليورو، محذراً من التقلبات الحادة في أسواق الصرف. ولا يزال اليورو أعلى بنسبة 50 في المئة على أدنى مستوياته أمام الدولار في عام 2000. وأثارت تعليقات جديدة لمسؤولين أوروبيين هذا الاسبوع القلق من أن يتدخل البنك المركزي الاوروبي بائعاً لليورو. ولم يتوقع عدد كبير من المحللين التدخل بعد، لكن الكثيرين قالوا أن اختراق اليورو حاجز 1.30/ 1.35 دولار من شأنه أن يدفع البنك المركزي الاوروبي للتحرك بشكل ما لوقف ارتفاع اليورو. وارتفع الدولار في الاسواق الآسيوية والاوروبية أمس متجاوزاً مستوى 108 ينات، بزيادة نسبتها واحد في المئة بعد تردد انباء عن تهديد ارهابي في اليابان. وارتفع الدولار الى أعلى مستوى خلال جلسة التعامل الاولى في نيويورك عند 108.34 دولار مقابل 107.30 ين في أواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. وقال متعامل مقره شيكاغو:"دار حديث عن غارة او تهديد ارهابي في اليابان. أدى هذا الى ارتفاع الدولار امام الين". وقال محللون ان العملة البريطانية تتحرك وفقاً لتحركات اليورو مقابل الدولار، اذ تراجعت العملة الاوروبية الموحدة بعد أن فشلت في مواصلة مكاسبها اثر ارتفاعها الى مستوى قياسي خلال اسبوع التعامل الاخير. وبلغ سعر الاسترليني 67.17 بنس مقابل اليورو بانخفاض طفيف عن مستوى 66.96 بنس الذي سجله أول من أمس وكان أعلى مستوى منذ عام. وانخفض الاسترليني الى 1.8733 دولار من 1.89 دولار أول من أمس. وكان الجنيه الاسترليني ارتفع بشدة في الشهور الاخيرة بفضل توقعات برفع أسعار الفائدة البريطانية بعد زيادتها نصف نقطة مئوية الى اربعة في المئة منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وسجل الاسترليني يوم الاربعاء الماضي 1.9140 دولار وهو أعلى مستوى له منذ 11 عاماً.