يأمل محبو الفن بأن يعامل اللصوص المسلحون الذين سرقوا لوحة "الصرخة" من متحف في اوسلو الشهر الماضي أن يعاملوها بحرص أكبر من حرص الفنان النرويجي ادغارد مونخ الذي رسمها. وكان الفنان النروجي يترك لوحاته الزيتية غالباً في العراء حيث كانت عرضة للثلج والمطر والشمس واثارالاقدام والتخريب ليخبو بريقها في محاولة منه لجعلها تبدو كلوحات باهتة ومتهالكة. وقال جان ثورمان موي 77 عاماً الذي كان رئيساً للترميم في متحف مونخ في أوسلو بين 1950 وحتى 1997: "لم يكن مونخ يبالي بما اذا كانت هناك ثقوب أو خدوش في لوحاته. كان يتعامل مع أعماله بخشونة". واقتحم مسلحان المتحف في 22 آب أغسطس الماضي وسرقا لوحة "الصرخة" وأعمالاً أخرى لمونخ من بينها لوحة "مادونا" على مرأى عشرات من زوار المتحف، وفرا في سيارة يقودها رجل ثالث ولم يعثر عليهم بعد. ودعا غونار سورنسن مدير متحف مونخ المغلق الى تحسين الكاميرات وأجهزة الانذار في نظام الامن به: "أقول للصوص: اعتنوا بها كطفل رضيع"، مضيفاً أنّ "الاهم هو تجنب الخدوش، فالرطوبة والجفاف والبرد والحر الشديدين يمكن أيضاً أن تلحق الضرر بها". وقال ثورمان موي ان مونخ أذهل خبيراً ألمانياً عام 1927 عندما أحضر جاروفاً لإزالة الثلج عن أعمال ثمينة مدفونة في حديقة منزله في أوسلو ليريها له. وترك مونخ أعمالاً أخرى تحت الاشجار لوثها روث الطيور. وعندما عاش مونخ في برلين في عام 1893، قال زائر ان اللوحات كانت ملقاة على الارض وداستها الاقدام، بل كان البعض الآخر في حوض الغسيل. وقال ثورمان موي ان مونخ وصف إلقاء الكثير من لوحاته في العراء بأنه عملية "شفاء الحصان" او عملية "قتل أو شفاء". وأضاف: "كان مونخ يضع أعماله في العراء تحت الشمس والمطر والثلج في الصيف والشتاء، وأحيانا لسنوات". واستطرد قائلاً: "لم يحب مونخ السطح الواضح المشرق الاملس للوحة. وبعد هذه المعالجة، يصبح السطح خشناً جداً ويتشقق". وقال ان مونخ قد يتفق مع الاديب الفرنسي اندريه مارلو الذي كان يرى أن تمثال فينوس دو ميلو بلا ذراعين أكثر شهرة مما لو كان سليماً. وتابع ثورمان موي شارحاً أن "مارلو قال انه لا يمكن أن تجعل أي شيء كاملاً أو سامياً إلا في الخيال".