فريد الأطرش، أحد أفضل رموز الموسيقى العربية في القرن العشرين، لقب ب(ملك العود) و(موسيقار الأزمان). برع في التلحين والغناء والتمثيل، وترك بصمة خالدة في الفن العربي من خلال إرث هائل من الأغاني والأفلام. تألقه الفني جعله من القلائل الذين ارتقوا بالموسيقى العربية إلى آفاق جديدة، محققاً شهرة واسعة وجمهوراً عريضاً في العالم العربي وخارجه. يتحدر فريد الأطرش، من عائلة الأطرش العريقة في جبل الدروز (جنوبي سوريا)؛ التي كان لها دور بارز في النضال ضد الاستعمار الفرنسي. ولد في 21 أبريل 1917م، في بلدة القريا، وكان والده الأمير فهد الأطرش، قائداً للنضال ضد الاحتلال الفرنسي. بسبب ملاحقات الفرنسيين لعائلته، هربت والدته علياء المنذر، بأطفالها إلى مصر، حيث بدأ فريد حياته الجديدة. في مصر، واجهت العائلة ظروفاً صعبة، ولكنه وجد في الموسيقى ملاذاً له. التحق بمعهد الموسيقى العربية وتعلم عزف العود، الذي أصبح لاحقاً علامته الفارقة. انطلقت مسيرته الفنية بأغنيته الأولى (يا ريتني طير)، التي حققت نجاحاً كبيراً وجعلته نجماً في سماء الفن العربي. استمر في تقديم العديد من الأغاني التي تجاوزت 300 أغنية، تعاون فيها مع أبرز شعراء وملحني عصره، مثل أحمد رامي ومأمون الشناوي. لم يقتصر نجاح فريد الأطرش، على الغناء، بل دخل عالم السينما وقدم 31 فيلماً، كانت أولاها (انتصار الشباب) 1941م. وامتاز بقدرته على الجمع بين الغناء والتمثيل، كما قدم العديد من الألحان السينمائية التي لاقت نجاحاً كبيراً. كما كان من أوائل من أدخل فن (الأوبريت) إلى السينما المصرية من خلال فيلمه (بساط الريح). ورغم النجاح الكبير الذي حققه، واجه العديد من التحديات الشخصية؛ منها وفاة شقيقته أسمهان، التي كانت لها تأثير عميق على حياته. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، ظل يعمل بجد حتى آخر لحظات حياته. في 26 ديسمبر 1974م، توفي في بيروت إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز 57 عاماً. ورغم رحيله، ظل إرثه الفني خالداً. أغانيه وأفلامه لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور العربي، مما يجعله أحد أعظم الموسيقيين والمطربين في تاريخ الفن العربي.