تترقب الأوساط الرياضية بفارغ الصبر والشوق، وتحديداً جماهير الأندية الأربعة؛ (الاتحاد، الأهلي، النصر، والهلال) مباريات الجولتين 9 و26، وذلك ضمن دوري روشن السعودي، كون هذه اللقاءات تعتبر (ديربي) من العيار الثقيل، ولها نكهة خاصة وطعم مختلف، إذ تجمع الاتحاد بالأهلي والنصر بالهلال، وتشكل أهمية تاريخية وخصوصية لدى المشجعين والإعلام والنقاد الرياضيين. يقول استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر قانديه ل«عكاظ»: «عادةً ما تتميز مباريات (الديربي) التي تجمع قطبي الغربية أو الوسطى بترقُّب واهتمام كبيرين؛ سواء من قاعدة جماهيرها أو المهتمين بالشأن الرياضي، فالفرق الأربعة (الاتحاد، الأهلي، النصر، والهلال) تتمتع بتاريخ تنافسي حافل بالصولات والجولات ليس على المستوى المحلي فقط بل عربياً وآسيوياً أيضاً». وأضاف: هناك أربعة أمور تعطي أهمية استثنائية وخاصة لمباريات الديربي وهي: التنافس التاريخي القديم بين الاتحاد والأهلي، والنصر والهلال، وهو تنافس متجذر توارثته الفرق والأجيال مع مرور الأزمنة. القاعدة الجماهيرية الكبيرة للأندية الأربعة التي تعيش حالة من الحرب النفسية عند اللقاءات التي تجمعها، وبالتالي كل ما يهمها هو الفوز بعيداً عن الخسارة أو التعادل. إثبات الجدارة والقوة، إذ تسعى الفرق الأربعة لإثبات تفوقها من خلال تحقيق الفوز وتوثيقه في سجلات النادي. وجود وسائل التواصل الاجتماعي عبر مختلف المنصات؛ التي رفعت من حدة التعصب الرياضي لدى بعض جماهير هذه الفرق، فازداد التنافس أكثر عبر التعبير إلكترونياً عما يدور في أذهان جماهير الأندية الأربعة بين الكلام المقبول والمفروض والخروج عن النص والروح الرياضية. وتابع: «لا تتوقف أهمية مباريات الديربي على الجماهير فقط، بل تشمل الإعلام الرياضي؛ سواء عبر القنوات الفضائية أو الإعلام الإلكتروني أو الصحف، إذ يتم تخصيص حلقات مرئية مباشرة للمحللين الرياضيين والنقاد أو عبر الأقلام الرياضية التي تطرح رؤيتها وتحليلها في مختلف الوسائل الإعلامية الإلكترونية أو الصحافة الورقية، وهذا الأمر، لا شك، ينعكس إيجاباً على جذب المشجعين، خصوصاً إذا كان الناقد أو المحلل الرياضي أو صاحب المقال يتمتع بخبرة كبيرة وأسلوب رشيق في طرح رؤيته التحليلية للمباراة». وزاد: «إن ما يعطي الديربي قوة خفية عند الجماهير الرياضية هو صعوبة توقع نتيجة المباراة مسبقاً، فمثل هذه المباريات تكون خارجة عن كل الاحتمالات، وكثيراً ما يحدث أن البعض من النقاد والمحللين والجماهير يضعون التوقعات مسبقاً من خلال (الرؤية الوهمية) بفوز أحدهم على الآخر ولكن قد يحدث العكس، وهنا تظل هذه التوقعات محل اجتهادات فردية قد تصيب أو تخيب، فلكل مباراة ظروفها ووضعها وخططها وجميعها تتوقف على أداء اللاعبين وخطة المدرب واللياقة البدنية والاستعداد النفسي». وخلص الدكتور قانديه إلى القول: «التمتع بالروح الرياضية هو أساس التشجيع والتعبير عن الانتماء للنادي بعيداً عن التعصب الرياضي، فصافرة الحكم تعلن في النهاية فوز أحدهم أو التعادل، وبذلك فإن تقبُّل نتيجة المباراة النهائية يحقق السلام الداخلي النفسي لدى المشجع ويجعله بعيداً عن توتر الأعصاب وما يترتب عليه، خصوصاً لدى الأفراد الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والقلب، فالأولى والأجدر تجنُّب التعصب الرياضي والاستمتاع بمشاهدتها وتقبُّل واقع نتيجة المباراة».