يأمل محبو الفن أن يعامل اللصوص المسلحون الذين سرقوا لوحة (الصرخة) من متحف في اوسلو الشهر الماضي اللوحات التي سرقوها بحرص أكبر من حرص الفنان النرويجي ادفارد مونش الذي رسمها. وترك الفنان النرويجي مونش لوحاته الزيتية في العراء غالبا عرضة للثلج والمطر والشمس وآثار الاقدام وروث الطيور والتخريب ليخبو بريقها في محاولة لان يجعلها تبدو كلوحات باهتة ومتهالكة. بل لا يزال كثير من الخبراء مذهولين. قال جان ثورمان موي (77 عاما) الذي كان رئيسا للترميم في متحف مونش بأوسلو فيما بين 1950 وحتى 1997 لم يكن مونش يبالي حتى بما اذا كانت هناك ثقوب أو خدوش في لوحاته.. كان يتعامل مع أعماله بخشونة. واقتحم مسلحان المتحف في يوم 22 أغسطس اب الماضي وانتزعا لوحة (الصرخة) وأعمالا أخرى لمونش من بينها لوحة مادونا من على الجدران أمام عشرات من زوار المتحف المذهولين وفرا في سيارة يقودها رجل ثالث ولم يعثر عليهم الى الان. وناشد الساسة والشرطة وخبراء الفن ووسائل الاعلام النرويجية اعادة الاعمال الفنية سليمة التي يرجع تاريخها الى عام 1893 للحفاظ عليها للاجيال القادمة. وأصبحت لوحة الصرخة التي تصور شكلا لجنين فاغرا فاه خوفا ويداه على رأسه تحت سماء مخضبة بلون الدم رمزا للغضب في عالم مليء بفظائع من بينها المحرقة والقنبلة الذرية والارهاب. قال جونار سورنسن مدير متحف مونش المغلق الآن لتحسين كاميرات وأجهزة الانذار في نظام الامن به أقول للصوص.. اعتنوا باللوحات كطفل وليد. وقال :الشيء المهم هو تجنب الخدوش فالرطوبة الشديدة والجفاف الشديد والبرد الشديد والحر الشديد يمكن أيضا أن تلحق الضرر بها. ونادرا ما أظهر مونش مثل هذه العناية. وعندما عاش مونش في برلين في عام 1893 قال زائر ان اللوحات كانت ملقاة على الارض وداست الاقدام بعضها. بل كان البعض الاخر في حوض الغسيل. وبعد السرقة سقطت لوحة من المسلحين بينما كانا يهرولان نحو السيارة التي كانت في انتظارها ثم حطموا الاطارات وألقوا بقطعها من النافذة وهم يقودون السيارة في اوسلو خوفا على ما يبدو من أن يكون في الخشب أجهزة تتبع. وتتوقع وسائل الاعلام النرويجية أن اللوحتين في منزل أحد أفراد العصابة في أوسلو أو ربما تم تهريبها للخارج لجامع مقتنيات فنية مسروقة. ويقول الخبراء ان العملين مشهوران الى درجة أنه يصعب بيعهما علنا. ويقدر خبير فن نرويجي أن سعر لوحة الصرخة قد يصل الى 75 مليون دولار في مزاد قانوني وقد يصل سعر لوحة مادونا الى 15 مليونا. وكان مونش يرسم عدة نسخ من أعماله الرئيسية. والنسخة الأخرى المعروفة للوحة الصرخة موجودة في المتحف الوطني باوسلو وعلى الجانب الايمن منها نقط سقطت من شمعة مشتعلة اراقها مونش على ما يبدو. وبها ثقب صغير كذلك غطاه مونش بطلاء أزرق. وسرق اللصوص هذه النسخة لفترة قصيرة في عام 1994 واستعيدت بعد ثلاثة أشهر دون أي ضرر يلحق بها.