يظل للتسويق الذكي سحره العجيب في السيطرة على العملاء، أقول ذلك بعد ما شاهدته من طابور بشري يتسابق فيه الناس كي يظفروا بكوب وردي وصورة وردية أنيقة معه! وبعيدًا عن المشهد التربوي حول هذه الحادثة ومصداقية ما حدث، أرى بأن الفكرة التسويقية جاءت ناجحة وذكية؛ لأنها استخدمت إستراتيجية تسويقية تركز على المنتجات والخدمات التي تستهدف النساء، وغالبًا ما تتعلق بالصحة، والجمال، والموضة، واللون الوردي في الشائع يُستخدم كرمز للأنوثة، مما يعزز من جذب الانتباه إلى هذه المنتجات ويرتبط هذا اللون والنوع من التسويق غالبًا بشهر أكتوبر، الذي يُعرف بشهر التوعية بسرطان الثدي، حيث تُستخدم الشريط الوردي كرمز لهذه الحملة. أيضًا اللون الوردي له مميزات في عالم التسويق، ومن أبرز هذه المميزات هو التعاطف مع الجمهور، حيث يساعد في بناء علاقة عاطفية «دافئة وحنونة» مع العملاء من خلال فهم احتياجاتهم ورغباتهم، كما يساهم في جعل العلامة التجارية مميزة عن المنافسين، وكذلك له ميزة اقتصادية في زيادة المبيعات من خلال التركيز على شريحة استهلاكية في الشراء وهي النساء. لذلك كله وعلى رغم كل ما حدث في طابور الكوب الوردي من أحداث، يظل لأصحاب فكرة الكوب الوردي ميزة الذكاء التسويقي والذي يعتمد على جمع وتحليل البيانات وتطبيقها على القرارات التسويقية وهو أكثر فاعلية من التسويق التقليدي، ويساهم في تحسين نسبة العائد على الاستثمار وزيادة الربحية لأصحاب المشروع. ختامًا.. نعيش اليوم في سوق ممتلئ بالمنتجات والصناعات والتسويق الذكي والتأثير على العملاء هو الحل السليم للربح والاستثمار؛ حيث يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للشركات ويعزز من ولاء العملاء من خلال تقديم قيمة مضافة.