بدأت حملة الرئيس الأميركي جورج بوش الانتخابية أمس حرب التوقعات، مستبقة نتائج المؤتمر الجمهوري المنعقد في مدينة نيويورك في 31 آب أغسطس الجاري بالاعلان عن "قفزة غير متوقعة" لبوش في استطلاعات الرأي، على رغم التحضيرات المكثفة للحزب ونجاحه في خرق الصف الديموقراطي وكسب تأييد سناتور جيورجيا زيل ميلر المشارك في المؤتمر. وأعلن مستشارو حملة بوش - تشيني أن القفزة لن تتعدى الأربعة نقاط في استطلاعات الرأي المستقرة بحسب آخر استطلاع لشبكة "سي بي أس" الاخبارية على نسبة 45 في المئة في مقابل 46 في المئة لجون كيري. ويشير المحللون إلى أن الحملة تسعى الى اعادة تطبيق استراتيجية العام 2000 المبنية على توقعات تحت المعدل العام، وادخال عنصرالمفاجأة بعد وقوع الحدث. وساهمت هذه الاستراتيجية في فوز الرئيس بوش بالمناظرات التلفزيونية ضد منافسه آل غور في الدورة السابقة بعد توقعات الحملة له بالفشل وتركيز الحزبين على تفوق غور في المداخلات السياسية. ويتوقع أن يعرض الرئيس الجمهوري في خطابه في الثاني من أيلول سبتمبر المقبل جدول أعمال مفصلاً للولاية الثانية، في جو يغيب عنه صقور الادارة والمحافظون الجدد، وفي مقدمهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز المبتعدان عن الأضواء في الآونة الأخيرة. كما سيغيب عن المؤتمر وزير الخارجية كولن باول "لأسباب بروتوكولية"، ليستعاض عنهم بأصوات المعتدلين داخل الحزب، أمثال السناتور جون ماكاين وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني، كما ستشارك السيدة الأولى لورا بوش وحاكم كاليفورنيا آرنولد شوارزنيغر. ومن الوجوه المشاركة أيضاً جوكر المؤتمر السناتور الديموقراطي المتقاعد زيل ميلر الذي أعلن دعمه للرئيس بوش ونال معه لقب "المتكلم الأساسي" خلال المؤتمر. وستجمع مدينة نيويورك أكثر من ربع مليون متظاهر في مدينة مانهاتان، التي تسابق اليها المتظاهرون من كافة أنحاء الولاياتالمتحدة وخارجها أيضاً. ومن جهتها، تحاول الحملة الديموقراطية التخفيف من عواقب المؤتمر الجمهوري والمحافظة على رصيد كيري بالصدارة في استطلاعات الرأي، وتنهمك بالرد على اتهامات الجمهوريين المتعلقة بسجل كيري العسكري في حرب فيتنام، والتي اتهمه فيها السناتور المتقاعد بوب دول "بالخداع" وسأله الاعتذار من الشعب الأميركي، إلى وضع خطة متكاملة في السياسة الخارجية وخصوصاً الحرب على العراق.