جددت الحكومة السودانية رفضها ارسال قوات اجنبية الى دارفور، فيما أكدت "حركة تحرير السودان"، إحدى الفصائل المسلحة في الاقليم مشاركتها من دون شروط في المفاوضات المرتقبة مع الحكومة في أبوجا. من جهة أخرى، يتوقع أن تبدأ في القاهرة الجمعة المقبل محادثات بين الحكومة والمعارضة، في أول لقاء رسمي بين الطرفين منذ استيلاء الرئيس عمر البشير على السلطة قبل أكثر من 15 عاماً. قال الناطق باسم "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض في الداخل علي السيد إن اللجنة العليا ل"التجمع" بدأت اجتماعات تحضيرية في القاهرة لعقد اول لقاء رسمي مع الحكومة الجمعة المقبل. موضحاً أنه تلقى إخطاراً للانضمام مع زميله الأمين العام ل"التجمع" في الداحل جوزيف اوكيلو إلى الاجتماعات. وذكر أن اللجنة السياسية العليا ل"التجمع" تمثل المرجعية وفريق التفاوض مع الحكومة، وتضم رئيس "التجمع" محمد عثمان الميرغني ونائبه عبدالرحمن سعيد ومساعديه باسفيكو لادو لوليك وفاروق أبو عيسى والتوم هجو والشفيع خضر وممثل من "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، يرجح أن يكون باغان اموم أو ياسر عرمان، الى جانب اوكيلو من "تجمع" الداخل. وأضاف السيد ان 13 فصيلاً يمثلون "التجمع" سيشاركون في محادثات القاهرة، وتوقع أن يعقد الميرغني لقاء مع رئيس الوفد الحكومي المفاوض النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه قبل بداية المحادثات الجمعة. وذكر الأمين العام للحزب الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد عمر أن حزبه سيعلن اسماء اعضاء وفده المفاوض مع التجمع بعد إعلان طه رئيساً للوفد، مشيراً إلى أن طه والميرغني تحادثا هاتفياً مطلع الأسبوع في شأن الاتصالات بين الجانبين. دارفور من جهة اخرى، اكد طه في محادثات منفصلة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى السودان يان يرونك والقائم بالاعمال الاميركي في الخرطوم جيرارد قالوشي ان بلاده ليست في حاجة الى قوات اجنبية وتنتظر من المجتمع الدولي الاسراع في تقديم مساعدات انسانية، مؤكداً ان الحكومة السودانية قادرة على تحقيق الامن والاستقرار في دارفور. ونفى قالوشي، ان تكون واشنطن تستهدف الحكومة السودانية مؤكداً انها لا تريد ممارسة ضغوط عليها وليس لديها نيات للتصعيد ولكنها معنية بالاوضاع الانسانية في دارفور. وحذر الامين العام للحزب الحاكم الذي يزور دارفور من اي تدخل اجنبي في الاقليم مؤكداً ان حكومته لن تقف مكتوفة الايدي في حال حدوث تدخل مهما كانت الذرائع ومستعدة لمواجهة اي وضع عسكري او امني في المنطقة. كما اتهمت الخرطوم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق بتسليم "حركة تحرير السودان" في دارفور 230 من اسرى الحرب من ابناء دارفور كانت تحتجزهم في معتقلاتها في جنوب البلاد. مفاوضات ابوجا إلى ذلك، أكد رئيس "حركة تحرير السودان" المحامي عبدالواحد محمد أحمد نور مشاركة حركته في مفاوضات ابوجا. وقال: "تعرضنا لضغوط دولية شديدة تحضنا على الذهاب إلى أبوجا وقررنا الذهاب". وأوضح "عدم وجود شروط مسبقة للتفاوض"، لكنه شدد على أن "تجريد الجنجاويد وحماية المدنيين ووصول العون الإنساني عبر ممرات آمنة من صلب اتفاق انجامينا ونتمسك بضرورة التزام الخرطوم تنفيذ الاتفاق قبل الذهاب إلى الحل السياسي للأزمة". وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم "العدل والمساواة" ادريس ابراهيم أزرق: "لم نتلقَ دعوة حتى اليوم أمس، وسنعلن موقفنا لدى تلقينا دعوة رسمية من الاتحاد الافريقي". مساعدات سعودية من جهة اخرى، وصلت طائرتا شحن تابعتان للقوات الجوية السعودية أمس الى مطار الفاشر في شمال دارفور تحملان عشرين طنا من الخيام والاجهزة والمواد الطبية وسيارتي اسعاف وسيارتي جيب. ونقلت المواد الاغاثية الى المستودعات تمهيدا لتوزيعها اليوم على المحتاجين في مخيمات اللاجئين المنتشرة في الاقليم، وكذلك تزويد المراكز الصحية السعودية في الاقليم مواد طبية. وأفاد رئيس جمعية الهلال الاحمر السعودي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم بأن طائرة شحن سعودية اخرى ستغادر غداً الى دارفور وعلى متنها كميات كبيرة من المواد الغذائية والطبية.