يتوجه اليوم وفدان من الحكومة السودانية، الاول الى ابوجا لاجراء محادثات مع متمردي دارفور، والثاني الى القاهرة لاستئناف المفاوضات مع "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض ينتظر ان تبدأ غداً. واعربت الخرطوم عن تفاؤلها بإحراز تقدم في جولتي التفاوض. قال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين امس ان وزير الحكم الاتحادي نافع علي نافع سيقود وفد الحكومة الى المحادثات التي يتوقع ان تستأنف غداً مع "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في القاهرة بعدما اتفق الجانبان في وقت سابق على برنامج المفاوضات. ويتألف الوفد الحكومي من 20 مفاوضاً، ويتوقع ان ينضم الى المفاوضات في مرحلة لاحقة النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "التجمع" محمد عثمان الميرغني. وذكر اسماعيل، ان وفد الحكومة الى المحادثات مع متمردي دارفورالذي يغادر اليوم الى ابوجا، يقوده وزير الزراعة المسؤول السياسي للحزب الحاكم مجذوب الخليفة احمد. موضحاً ان المفاوضات ستستأنف غداً من حيث توقفت بمناقشة الترتيبات الامنية والقضايا السياسية. ودعا متمردي دارفور الى التعامل بجدية مع افكار الرئيس عمر البشير التي طرحها في قمة سرت ودعت الى اعطاء دارفور حكماً ذاتياً موسعاً في ظل النظام الفيديرالي القائم واقتسام عادل للثروة واقامة نظام يتيح تداولاً سلمياً للسلطة بين كل القوى السياسية. كما دعا اسماعيل المتمردين الى استجابة دعوة قمة سرت بتوقيع بروتوكول الشؤون الانسانية. لكن الامين العام ل"حركة تحرير السودان" منى اركو مناوي ربط، في تصريح ل"الحياة" أمس، التوقيع على البروتوكول الانساني بالتوقيع على البروتوكول الامني "لارتباطهما ببعض". وقال :"سبق ان اقترح الاتحاد الافريقي الموضوع نفسه ورفضناه في حينه للاسباب ذاتها". واتهم القمة الافريقية المصغرة التي عقدت اخيراً في ليبيا بالانحياز الى الخرطوم. وقال ان "القمة انتهت الى جملة ترتيبات لا تدفع بالقضية الا الى المزيد من التدهور". إلى ذلك أ ف ب، دافعت الولاياتالمتحدة عن الضغوط الدولية التي تمارس على السودان كي يضع حداً للأزمة في اقليم دارفور. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر مساء الاثنين "نرحب بأي جهد نابع من ارادة حسنة لمحاولة تحسين الوضع في دارفور... ونحن لسنا على أي خلاف مع جميع اولئك الذين يؤكدون على اهمية الدور الافريقي"، في اشارة الى قمة سرت. من جهة اخرى، رفض باوتشر اتهامات المرشح الديموقراطي الى البيت الابيض جون كيري للرئيس جورج بوش بالعجز في حل ازمة دارفور. وقال: "اريد ان اتحاشى السياسة الانتهازية ولكن اي شخص ينظر الى ما فعلناه سيرى ان الولاياتالمتحدة، كانت على وشك التحرك لتغيير الوضع في دارفور"، وعلى الصعيد الأمني اتهمت "حركة العدل والمساواة" القوات الحكومية وميليشيات الجنجاويد بقتل 17 مدنياً في بئر سليمة، وبقتل 17 مدنياً و8 آخرين على بعد 35 كيلومتراً من مدينة نيالا. الى ذلك، أوضحت مصادر في الاممالمتحدة تعرض عمال الاغاثة الى تحرشات من عناصر تابعة للجيش السوداني والجنجاويد والمتمردين في جنوب دارفور. مشيرة الى نزوح اكثر من 650 مدنياً في موجة فرار جديدة. وفي جنيف رويترز، أفادت "اللجنة الدولية للصيب الاحمر" أمس ان قرى منطقة دارفور تواجه "أزمة غذاء غير مسبوقة" هي أسوأ من خطر المجاعة الذي واجهته خلال العقود الاخيرة.