عقد البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ أمس، اول جلسة له بعد توسيع الاتحاد الى 25 دولة نتيجة انضمام 10 دول اوروبية شرقية اليه. وطغت على الجلسة الاولى اجواء احتفالية، انتخب خلالها الاشتراكي الإسباني جوزيبي بوريل رئيساً للبرلمان، فيما يستهل البرلمان اعماله بالمصادقة على انتخاب رئيس الوزراء البرتغالي السابق جوزيه باروسو رئيساً للمفوضية الأوروبية. وتوقع المحللون أن تطغى على جلسات البرلمان الجديد مناوشات سياسية حامية في شأن الاقتراحات ووسائل العمل في الاتحاد الأوروبي. ويضم البرلمان 732 عضواً انتخبوا الشهر الماضي. أنجز البرلمان الأوروبي بسلام في دورته الأولى مهمة من اثنتين أمامه، وهما انتخاب رئيسه والمصادقة على قرار القادة اختيار رئيس للمفوضية الأوروبية. وأعلن رئيس السن في البرلمان الأوروبي الديموقراطي اليساري الإيطالي جوفاني برلينغر أن الاشتراكي الإسباني بوريل انتخب في الدورة الأولى، بتأييد 388 صوتاً، فيما ذهبت 208 اصوات الى منافسه الرئيسي الليبرالي البولندي برونيسلاف جيريمك. وحصل الاشتراكي الفرنسي فرانسيس فورتز مرشح اليسار الراديكالي على 51 صوتاً. ولم يحصل بوريل الذي حظي رسمياً بدعم المجموعة الاشتراكية 200 مقعد والحزب الشعبي الأوروبي المحافظ 268 مقعداً على كامل أصوات المحافظين. ويذكر ان بوريل المهندس والأكاديمي الذي انخرط في العمل السياسي في إقليم كاتالونيا الإسباني، لا يتمتع بخبرة في شؤون البرلمان الأوروبي على رغم شغله الكثير من المناصب الوزارية. وهو يسعى إلى إقناع الناخبين المشككين بمدى صلة البرلمان الأوروبي بحياتهم اليومية. ولا يتمتع الرئيس الجديد بحسب البعض بكاريزما القيادة المتوافرة لدى منافسه غيريميك المؤرخ الوزير السابق والمعارض البارز العضو في نقابة التضامن العمالية البولندية. وأبرم الديموقراطيون المسيحيون اتفاقاً مع الاشتراكيين يمكن بوريل من الحصول على دعمهم في النصف الأول من ولايته البالغة، على أن يتولى رئاسة البرلمان في النصف الثاني، زعيم الديموقراطيين المسيحيين الألماني هانس - جيرت بوترينغ. المفوضية وفي السياق نفسه، يصادق البرلمان على تعيين رئيس الوزراء البرتغالي السابق جوزيه باروسو رئيساً للمفوضية الأوروبية، بعدما تنحى عن رئاسة الوزراء لتولي المنصب. وتخضع عملية انتخاب رئيس المفوضية لاتفاقات محصورة بين زعماء الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع تأكيد تعيين باروسو في اقتراع سري. ويعتبر أكبر تحدٍ امام باروسو اختيار تشكيلة المفوضية التي تعتبر السلطة التنفيذية في الاتحاد حكومة. وطلبت ألمانيا وفرنسا شغل اكبر الحقائب، وعلى باروسو بذل الجهد الديبلوماسي لإظهار عدم خضوعه سيطرة الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي. ويعتمد البرلمان الجديد عشرين لغة رسمية، ويمثل 450 مليون شخص، وهو عدد سكان دول الاتحاد الاوروبي، ولو كان الإقبال الضعيف في اقتراع الشهر الماضي، يشير الى تنامي ظاهرة عدم اكتراث الناخبين بالاتحاد.