باريس - أ ف ب - ينتخب من تبقى من مواطني الاتحاد الاوروبي اليوم نوابهم في البرلمان وسط اجواء من اللا مبالاة حيال مؤسسة اثبتت انها تتمتع بنفوذ كبير اذ دفعت بالمفوضية الاوروبية في بروكسيل الى الاستقالة. ولم تثر الحملة الانتخابية، التي ألقت الحرب في كوسوفو ظلالها عليها، حماس الاوروبيين، وتتخوف القيادات السياسية من تسجيل نسبة امتناع كبيرة. و لم تتجاوز نسبة المشاركة ال30 في المئة في بريطانيا وهولندا والدنمارك وايرلندا وهي اربع دول انتهت الانتخابات فيها الجمعة. ويبدأ فرز الاصوات في هذه الدول اليوم كما هي الحال في باقي دول الاتحاد الاوروبي. ولا يبدو الرهان السياسي الاوروبي مهما بالنسبة الى الناخبين الذين يبلغ عددهم 298 مليوناً، في حين انه حاسم بالنسبة الى الاحزاب السياسية. وقد يواجه التيار الاشتراكي الديموقراطي الذي يشارك في السلطة في 13 من اصل دول الاتحاد ال15 صعوبة في الاحتفاظ بالمجموعة الاكبر عدداً حالياً 214 مقعداً من اصل 626 في البرلمان الاوروبي. كما ان التيارين العمالي البريطاني والاشتراكي الديموقراطي الالماني اللذين يؤمنان القسم الاكبر من مجموعة الحزب الاشتراكي الاوروبي قد يشهدان تراجعاً ملحوظاً. وسيخفض اعتماد نظام الاقتراع النسبي الكامل في بريطانيا من دون شك عدد المقترعين العماليين حتى وان سيطر حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بشكل كبير على الحياة السياسية في بريطانيا. وفي المانيا، قد يصوت الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة المستشار غيرهارد شرودر الذي وصل الى السلطة نهاية العام الماضي لمصلحة المعارضة. ووسط هذه الاجواء يعتزم الحزب الديموقراطي المسيحي، ثاني اكبر مجموعة سياسية ممثلة في برلمان ستراسبورغ، انتزاع مركز الصدارة من الحزب الاشتراكي الاوروبي. اما الحزب الديموقراطي المسيحي المجتمع ضمن الحزب الشعبي الاوروبي فيضم 200 ونائب في البرلمان المنتهية ولايته. ويلاقي المواطنون الاوروبيون صعوبة كبيرة في اتخاذ موقف وسط هذه الانشقاقات التي تكشف حقائق سياسية غير واضحة. من جهة اخرى تعتبر المجموعتان الرئيسيتان في البرلمان مؤيدتين للاوروبيين، وغالباً ما تصوتان على النصوص نفسها وتعتمدان مبدأ التناوب لانتخاب رئيس البرلمان. ولم يؤثر تعزيز صلاحيات البرلمان في اهتمام الاوروبيين. وتزيد معاهدة امستردام التي دخلت لتوها حيز التنفيذ عدد المجالات التي يتمتع فيها برلمان ستراسبورغ بسلطة للمشاركة في اتخاذ القرارات مع مجلس الوزراء. وادرك البرلمان الاوروبي لتوه نطاق صلاحياته اذ دفع بالمفوضية الاوروبية الى الاستقالة بعد الاشتباه بقيام اعضائها بعمليات اختلاس. وفي 15 آذار مارس قررت المفوضية الاوروبية برئاسة جاك سانتر تقديم استقالتها بدلاً من مواجهة عملية تصويت لحجب الثقة عنها. وفي بعض الدول ستجري مشاورات وطنية الى جانب التصويت الاوروبي ما قد يؤدي الى تعبئة اكبر للناخبين. وفي بلجيكا حيث تجري ايضاً انتخابات تشريعية، فان فضيحة الدجاج الملوث بمادة الديوكسين قد تزعزع استقرار الناخبين التقليدي.