ازدادت أمس، حدة الانتقادات الموجهة من الكونغرس الى الرئيس الأميركي جورج بوش وادارته من أعضاء الكونغرس، والمتعلقة مباشرة بأداء وزارتي الخارجية والدفاع ووكالة الاستخبارات الأميركية سي آي أي، في ما يتعلق بمعلومات غير دقيقة عن الارهاب وادارة المسألة العراقية، وحوادث التعذيب في سجن أبو غريب. واعترف وزير الخارجية الأميركي كولن باول في حديث الى شبكة "أي بي سي" الاخبارية ب"الخطأ الجسيم" الذي ارتكبه فريقه في التقرير السنوي للارهاب للعام 2003 والذي اشار فيه الى تراجع في العمليات الارهابية، في حين أن "الواقع يثبت العكس"، كما أكد السناتور الديموقراطي هنري واكسمان. وطالب واكسمان باجراء تحقيق مفصل في الموضوع "لمعرفة اذا ما كان الخطأ مقصوداً لتعزيز شعبية الرئيس بوش الانتخابية". ويتوقع أن يؤلف الكونغرس لجنة مستقلة للتحقيق في الموضوع، شبيهة باللجنة المحققة في حوادث التعذيب في معتقل أبو غريب وتلك المكلفة مراجعة المعلومات الاستخباراتية قبل الحرب على العراق. ويتضح من عمل هذه اللجان اتساع الشرخ بين الادارة والكونغرس، وانتهاء شهر العسل الطويل الذي بدأ رسمياً بعد حوادث 11 أيلول سبتمبر 2001. ويشير بعض أعضاء الكونغرس، الذي يغلب عليه اللون الأحمر الجمهوري، تحفظاتهم على "سرية الادارة الحالية وتكتمها". ومن هنا رفضه أول الشهر وبالاجماع اعطاء بوش الحرية الكاملة في صرف مبلغ 25 بليون دولار لاعادة بناء العراق، وفي المقابل الموافقة على مبلغ 28 بليون دولار غير مرحب به في البيت الأبيض، ويهدف الى تحسين وسائل النقل في المدن الأميركية. واشار السناتور الجمهوري بوب دول أن رفض الكونغرس يأتي بعد منح الادارة 185 بليون دولار لتمويل الحرب على العراق وأفغانستان العام الماضي، من دون "تقديم الادارة تفاصيل وجداول لصرف المبلغ" الأمر "الواجب حصوله اليوم". كما عمد الكونغرس الى تقليص المبلغ المخصص لوزارة الدفاع الى 150 مليون دولار، بعد اقدام الوزارة الى توسيع نطاق عملها خارج العراق ومن دون استشارة الكونغرس. منافع ايلام السجناء! ويأتي هذا التصعيد مع كشف صحيفة "واشنطن بوست" عن تقرير ل"سي آي أي" صادر في عام 1963، ويفصل اساليب وطرق التعذيب التي استخدمتها القوات الأميركية في فيتنام، والتي تتطابق الى حد بعيد مع الأساليب المستخدمة في أبو غريب وأفغانستان وغوانتانامو في كوبا. ويشرح تقرير "كوبارك" منافع الألم من دون التهديد بالموت. ويبدو أن المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية جون كيري هو المستفيد الأكبر من فوضى الجمهوريين، وتشير استطلاعات الرأي الى تقدمه بسبع نقاط على بوش وبنسبة 51 في المئة، كما تشير هذه الاستطلاعات الى احتمال اختيار السناتور جون ادواردز لمنصب نائب الرئيس.