سجل السناتور جون كيري تقدماً ملحوظاً على الرئيس الأميركي جورج بوش في أحدث استطلاع للرأي العام، فيما بدا متفوقاً على منافسيه الديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية للحزب التي جرت في سبع ولايات أمس. وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد "غالوب" المرموق لحساب صحيفة "يو أس أس توداي" وشبكة "سي أن أن"، أن شعبية بوش تدنت خلال شهر إلى ما دون الخمسين في المئة، خصوصاً بسبب الاستياء المتزايد من حرب العراق والسياسة الخارجية عموماً وإدارة الشأن الاقتصادي. كذلك أوضح الاستطلاع أن كيري متفوق على بوش بسبع نقاط، إذا جرى التنافس بينهما الآن. وكان استطلاع مماثل في الفترة من 2 إلى 5 كانون الثاني يناير الماضي، أظهر تأييداً لبوش نسبته 60 في المئة، في حين أجري الاستطلاع الأخير من 29 منه إلى الأول من الشهر الجاري، بعد استقالة رئيس فريق الخبراء المكلف العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق ديفيد كاي الذي يصر على رأيه بعدم وجود أي أسلحة، خلافاً لما كانت تؤكده إدارة بوش قبل الحرب. ولم يؤيد سوى 49 في المئة الطريقة التي يحكم بها بوش البلاد، في حين أن تراجع التأييد لسياسته في العراق إلى 46 في المئة. وارتفعت نسبة المعارضين لسياسته من 36 إلى 53 في المئة. وتدنت نسبة التأييد لسياسة بوش الخارجية من 58 إلى 46 في المئة، وارتفعت نسبة الذين لا يؤيدون هذه السياسة من 39 إلى 51 في المئة، في حين تدنت نسبة التأييد لسياسته الاقتصادية من 54 إلى 43 في المئة. وسيفوز كيري على بوش ب53 في المئة في مقابل 46 في المئة إذا تنافسا للوصول إلى البيت الأبيض الآن، وحتى جون إدواردز قد يتغلب على الرئيس الجمهوري ب49 في المئة في مقابل 48 في المئة. لكن بوش قد يفوز في الانتخابات إذا نافسه هوارد دين أو الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك. عجز الموازنة وتزامن ذلك مع إعلان البيت الأبيض أن العجز في الموازنة قد يبلغ مستوى قياسياً هو 521 بليون دولار في 2004، وأنه يعتزم خفضه إلى 364 بليوناً خلال السنة المالية 2005 التي تبدأ في الأول من تشرين الأول أكتوبر المقبل. وجاء العجز في إطار مشروع موازنة حجمها 2.4 تريليون دولار اقترحها بوش على الكونغرس، وتتضمن زيادة الانفاق في مجالي الدفاع والأمن الداخلي. وسيزيد الانفاق الدفاعي بنسبة 7 في المئة للسنة المالية 2005 في حين ستزيد موازنة الأمن الداخلي بنسبة 10 في المئة. وقال بوش إن اقتراحه يعكس أولويات البيت الأبيض وهي الحرب على الإرهاب وجعل الوطن أكثر أمناً وتعزيز الاقتصاد. التصفيات الديموقراطية إلى ذلك، أظهر استطلاع "يو أس أس توداي" -"سي أن أن" أن جون كيري يسيطر على السباق للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي، بحصوله على 49 في المئة من الأصوات في مقابل 14 في المئة لحاكم فيرمونت السابق هوارد دين، و13 في المئة لسناتور كارولاينا الشمالية جون إدواردز. وكشفت استطلاعات متفرقة أن كيري يتقدم على منافسيه في خمس من الولايات السبع التي جرت فيها انتخابات أمس، وهي ميسوري وسط وديلاوير شرق وداكوتا الشمالية شمال وآريزونا جنوب غربي ونيومكسيكو جنوب غربي. لكن السناتور عن كارولاينا الشمالية جون إدورادز 50 عاماً يتقدم عليه في كارولاينا الجنوبية جنوب شرقي حيث يأمل في الحصول على تأييد الناخبين في هذه الولاية الجنوبية للحصول على دفع حاسم لحملته في تلك المنطقة التي لا بد من الحصول على دعمها للوصول إلى البيت الأبيض. أما الحاكم السابق لولاية فيرمونت هاورد دين 55 عاماً فلا يتمتع بتأييد كبير في هذه الولايات لكنه لا يعتزم الانسحاب من الحملة ويعول على الانتخابات التمهيدية في ويسكونسن شمال في 17 الشهر الجاري. ويشكل هذا الاختبار الانتخابي الثالث بعد آيوا ونيوهامبشير المرحلة الأهم منذ بدء السباق على ترشيح الديموقراطيين ويمكن أن يعزز موقع كيري إلى حد كبير. وسيتم اختيار 269 مندوباً من أصل 4322 سيجتمعون في بوسطن من 26 إلى 29 تموز يوليو المقبل، لانتخاب المرشح الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية. ويسعى إدواردز وكيري ودين لمواصلة حملتهم حتى الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في يوم "الثلثاء الكبير" في الثاني من آذار مارس المقبل حين يتم اختيار 1151 مندوباً من عشر ولايات.