تفاوتت ردود الفعل والاستطلاعات الاعلامية الأميركية أمس، في قراءتها للمناظرة الانتخابية بين ديك تشيني نائب الرئيس الجمهوري ومنافسه السناتور الديموقراطي جون ادواردز في ولاية أوهايو الحاسمة، والتي اتسعت فيها نقاط الخلاف بين المرشحين حول الحرب على العراق وكونها "امتداداً" أو "تحولاً" عن الحرب على الارهاب، و"غياباً جزئياً" عن الصراع العربي - الاسرائيلي، وصولاً الى السياسات الاقتصادية والافتراق "الفلسفي" بين الحزبين حول السياسية الضريبية. وفيما اعلن استطلاع شبكة "سي بي أس" ادواردز رابحاً بفارق 13 نقطة ونسبة 41 في المئة، تفوق تشيني في استطلاع شبكة "أي بي سي" وبفارق 8 نقاط ونسبة 43 في المئة. وفي الوقت الذي حاول فيه تشيني تصوير العراق من زاوية الحرب على الارهاب، مشيراً الى أنه يوصي ب"اعادة السيناريو نفسه اليوم للحرب على العراق لو عادت عقارب الساعة الى الوراء"، أكد ادواردز تضليل الادارة للأميركيين وعدم "قول الحقيقة حول غياب أي رابط بين صدام حسين واعتداءات 11 أيلول من جهة، وحول الفوضى الحالية في العراقوأفغانستان". وأعاد ادواردز كلمة "الحقيقة" 11 مرة، ووصف أفغانستان ب"حقل عالمي للأفيون" والعراق ب"ساحة يديرها الارهابيون وقطاع الرؤوس". واستعملت الحملة الديموقراطية اليوم تعليقات تشيني الصحافية والتي نفاها في المناظرة، والمتعلقة باصراره على "وجود رابط بين صدام حسين واعتداءات 11 أيلول" في برنامج "لقاء مع الصحافة" عبر شبكة "أن بي سي" التلفزيونية. وقال تشيني خلال المناظرة أنه لم يعلن يوماً عن وجود رابط مباشر بين اعتداءات 11 أيلول وصدام حسين، وبرر الحرب على العراق بارتباطات لصدام مع تنظيم "القاعدة" واستضافته "ابو مصعب الزرقاوي" و"أبو نضال". وتساءل ادواردز اذا ما كان على الولاياتالمتحدة "مهاجمة 60 دولة تحتضن عناصر من تنظيم القاعدة". وأشار الى أن الادارة "استعجلت بالحرب التي يدفع ثمنها البشري والاقتصادي الجيش والشعب الأميركيان". الشرق الاوسط وفي سؤال مباشر من الاعلامية غوين ايفل التي أدارت الحوار لادواردز حول النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، أنتقد الأخير "الغياب الجزئي للادارة من عملية السلام". واستعاد ذكرياته خلال زيارة لاسرائيل في آب أغسطس 2001 ومنذ لحظة نزوله في فندق "الملك داوود" وحتى ساعة رحيله مع وقوع تفجير "سبارو بيتزا" الانتحاري. وأكد ادواردز على "حق وواجب اسرائيل بالدفاع عن نفسها". ووعد بالضغط على ايران والسعودية "لوقف تمويل الارهابيين"، والمساعدة في تنفيذ خطة آرييل شارون بانسحاب كامل من غزة. واتفق المرشحان على عدم وجود "شريك حالي للسلام لاسرائيل من الداخل الفلسطيني"، ونوه تشيني بأن التخلص من صدام حسين جعل اسرائيل أكثر أماناً. تشيني يتجاهل "الصفقات" وتجاهل تشيني تماماً تعليقات ادواردز حول صفقاته في شركة "هاليبرتون" للنفط، والتي ذكرها الديموقراطي سبع مرات، مؤكداً أرباحها في العراق، ومذكراً بمطالبة تشيني برفع العقوبات الاقتصادية عن ايران خلال توليه ادارتها بين عامي 1995 و2000 "لنيل عقود جديدة في طهران". وأكد تشيني تأييد العقوبات الاقتصادية اليوم على ايران، فيما وعد ادواردز بزيادتها، وأضاف تشيني أن "طهران ليست بغداد" وأنها لم تخرق 16 قراراً لمجلس الأمن. واتفق المرشحان على التعاون مع مجلس الأمن وفرنسا وبريطانيا والمانيا في محاربة الخطر النووي الايراني. وتميزاللقاء بصلابة وتمسك المرشحين بآرائهم السابقة والدفاع عن شركائهم أي الرئيس الحالي جورج بوش ومنافسه جون كيري في ظل احتدام المعركة بين الاثنين. وأعاد تشيني التزامه بسياسة "عدوانية وقوية ضد الارهابيين والدول الداعمة لهم". وامتدح تشيني خبرته السياسية ل35 عاماً، مقارنة بست سنوات لادواردز في مجلس الشيوخ غاب خلالها عن "700 اجتماع قضائي". وأشار تشيني الذي تعرض لأربع نوبات قلبية، أنه بخلاف منافسه "ليست لديه أية طموحات رئاسية". ولم يعلق تشيني على بعض المواضيع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة في ولاية أوهايو التي خسرت 250 ألف وظيفة منذ تولي بوش الادارة، والتزم بالدفاع عن الادارة وسياسة خفض الضرائب. وأجمع المراقبون على تفوق ادواردز في المبارزة الداخلية والشق اللاقتصادي، الذي أكد خلاله خفض العجز بنسبة 50 في المئة في الأربع سنوات المقبلة، وانتقد سياسات الادارة التي تحمي مصالح "الأغنياء المجتمعين حول مسابحها". ووعد باسترداد حقوق الطبقة الوسطى وتشجيع التعليم في صفوف الافريقيين الأميركيين والأقليات اللاتينية. مقتطفات من كلام المرشحين في ما يأتي مقتطفات من كلام ديك تشيني نائب الرئيس والسناتور جون ادواردز في مناظرتهما التي تناولت محاور عدة من السياسة الخارجية الى الاقتصاد. العراقوافغانستان - تشيني: ما فعلناه في العراق كان ما يتوجب فعله تماماً، ولو طلب مني مجدداً ان اقدم توصية في الامر نفسه لاوصيت بالتحرك نفسه تماماً ...هذا النزاع يجب ان يبحث في اطار الحرب الشاملة على الارهاب ...صدام حسين كان طيلة سنوات على لائحة الدول المساندة للارهاب واقام علاقات مع "القاعدة" ...العالم اكثر أماناً اليوم لأن صدام حسين في السجن ...حققنا تقدماً كبيراً في العراق. - ادواردز: مرة اخرى الحكومة غير صادقة مع الاميركيين. تستمرون في القول ان الامور تسير على ما يرام في العراق. يكفي مشاهدة التلفزيون. فقدنا من جنودنا في ايلول سبتمبر الماضي اكثر مما فقدناه في آب اغسطس الذي سبقه، وفقدنا في آب اكثر من تموز يوليو وفي تموز اكثر من حزيران يونيو. لست الوحيد الذي يرى الفوضى العارمة في العراق ...افغانستان تنتج اليوم 75 في المئة من الافيون العالمي ويخضع قسم كبير من البلاد لسيطرة اسياد المخدرات. الارهاب - تشيني: التهديد الاكبر يتمثل اليوم بامكان تمرير ارهابيين خلسة سلاحاً نووياً او عناصر جرثومية الى احدى مدننا لتهديد حياة مئات آلاف الاميركيين... سنواصل مطاردة بن لادن و"القاعدة" طالما لزم الامر. - ادواردز: لا توجد اي روابط بين هجمات 11 ايلول وصدام حسين. كان الاولى ان يكون الهدف "القاعدة" واسامة بن لادن. الرئاسة وهاليبرتون: - تشيني: كيري وادواردز ليسا جاهزين لمواجهة دول مساندة للارهاب. لديهما رؤية محدودة جداً في شأن لجوء الولاياتالمتحدة للقوة دفاعاً عن اميركا ...كيري لا يملك المواصفات لكي يكون قائداً اعلى. طيلة ثلاثين سنة كان كيري في الجانب الخاطئ في مواضيع الدفاع ...الخيار الجيد لكسب الحرب على الارهاب هو جورج بوش وليس جون كيري. - ادواردز: احد ما اخطأ لكنه ليس جون كيري ولا جون ادورادز. عندما كان اسامة بن لادن مطوقاً اولئك الذين اخطأوا تركوا العمل الى اسياد الحرب الافغان ثم توقفوا عن ملاحقة الذين هاجمونا، فان اسامة بن لادن ما زال حراً طليقاً ...كيري لن يعطي اي بلد حق الفيتو في شأن امن الولاياتالمتحدة ...الوقائع هي ان الشركة التي كان ينتمي اليها نائب الرئيس تعاملت مع اعداء لدودين للولايات المتحدة ودفعت ملايين الدولارات كغرامات لانها قدمت معلومات مالية كاذبة وتتعرض حالياً لتحقيق حول رشاوى. الانتشار النووي - ادواردز: ايران تشكل اليوم خطراً اكبر مما كان عليه قبل اربع سنوات ...كوريا الشمالية ذهبت قدماً في برنامجها للتسلح النووي. الشرق الاوسط - ادواردز: الاسرائيليون ليس لهم الحق في الدفاع عن انفسهم فحسب، بل يقع عليهم واجب القيام بذلك. - تشيني: الرئيس جورج بوش كان اول رئيس يقول اننا سندعم قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ...اذا كان هناك اليوم اعتداءات انتحارية اقل في اسرائيل فلأن صدام حسين لم يعد في الميدان. الاقتصاد - ادواردز: خلال السنوات الاربع الاخيرة خسر .61 مليون شخص وظائفهم في القطاع الخاص و.72 مليون في الصناعة. لدينا خطة لخلق وظائف والغاء التخفيضات الضريبية بالنسبة الى الشركات التي تنقل فرص عملها الى الخارج وتقديم مزايا ضريبية للشركات التي تحتفظ بوظائفها في الولاياتالمتحدة. - تشيني: 111 مليون من دافعي الضرائب الاميركيين استفادوا من التخفيضات الضريبية ...لن نرتاح طالما لم يجد كل اميركي يبحث عن عمل وظيفة.