قال اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي من الحزب الديموقراطي امس ان طلب الرئيس جورج بوش زيادة في الموازنة 87 بليون دولار يؤكد ان ادارته اساءت على نحو خطير تقدير اكلاف الحرب في العراق. وفي جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في المجلس قال السناتور كارل لفين رئيس اللجنة ان الادارة كانت رفضت تقديرات قبل الحرب، بأن نزاعاً في العراق قد يكلف من 100 إلى 200 بليون دولار. ويُضاف الطلب الجديد الى مبلغ 79 بليون دولار الذي كان الكونغرس أقره في الربيع. وقال لفين مخاطباً نائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز: "أبلغت الكونغرس في آذار مارس الماضي انكم تتعاملون مع بلد يمكنه فعلاً ان يموّل إعادة إعماره وفي وقت قريب نسبياً. يا لها من سيناريوهات وردية". وأبلغ وولفوفيتز اللجنة ان الزيادة المطلوبة ضرورية لتدريب قوات دولية على القتال الى جانب الجنود الاميركيين، ولتزويد القوات الاميركية الأموال اللازمة لكسب الحرب. وقال: "لا نبدأ مهمة لا نستطيع انجازها، وعندما نبدأ مهمة نعطيها افضل ما لدينا. هذه هي الطريقة الاميركية". ومثل امام اللجنة أيضاً الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان المشتركة ومسؤولون آخرون. إلى ذلك، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" سي آي اي ووكالات أخرى حذرت الحكومة قبل التدخل في العراق من أن مرحلة ما بعد الحرب ستكون اصعب من النزاع نفسه وان مقاومة الاحتلال الاميركي ستكون قوية. وقال مسؤولون في الكونغرس والادارة للصحيفة، طالبين عدم كشف هوياتهم، إن سيناريوهات ما بعد الحرب التي اعدتها "سي آي اي" والوكالات التابعة للبنتاغون ووزارة الخارجية كانت أكثر تشاؤماً من التصريحات التي أدلى بها كبار مسؤولي وزارة الدفاع قبل الحرب. وأوضح مسؤول كبير في الادارة الاميركية ان "تقارير أجهزة الاستخبارات أشارت في وقت ما الى احتمالات المضايقات"، مضيفاً ان "التقارير كتبت لكن لا نعلم إذا كانت قرئت". وأوضح مصدر في الكونغرس ان مخاطر ما بعد الحرب التي اشارت اليها أجهزة الاستخبارات تشتمل على امكان "لجوء العراقيين إلى عرقلة العمل والمقاومة والمعارضة المسلحة إذا تولد لديهم انطباع بأن هناك مساعي لجعلهم تابعين للولايات المتحدة والدول الغربية". وقال مسؤول في أجهزة الاستخبارات ان "سي آي اي" اعتبرت ان عناصر الحرس الجمهوري في نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وحزب البعث قرروا مواصلة المقاومة بعد الحرب. وأكد "أنهم تلقوا تعليمات في حال اطاحة النظام". واستناداً إلى التوقعات المتشائمة لمرحلة ما بعد الحرب، قال رئيس أركان سلاح البر في تلك الحقبة الجنرال اريك شينسيكي في شباط فبراير أمام مجلس الشيوخ، انه سيكون من الضروري نشر مئات الألوف من الجنود لارساء الاستقرار في العراق بعد الحرب. لكن مساعد وزير الدفاع بول وولفوفيتز رفض هذا التقدير، ووصفه بأنه "خاطئ تماماً". وتعد قوات "التحالف" بقيادة أميركية التي تواجه ميدانياً صعوبات جمة، حالياً حوالى 156700 عنصر بينهم 130 ألف جندي اميركي.