في ما مضى، اخرج خيال استوديوهات "يونيفرسال" Universal عمالقة خرافيين مثل الغوريلا الهائلة "كينغ كونغ" والمتوحش المائي الضخم "الفك" والعملاق الاخضر "هالك". واخيراً، اخرجت عملاقاً لم يكن في الحسبان، يجمع في جسده الاسطوري السينما مع التلفزة، ليؤلف مارداً اعلامياً في مطلع القرن 21. فقد اشترت شركة "ان بي سي" NBC للتلفزة، استوديوهات "يونيفيرسال" للسينما، في صفقة بلغت قيمتها 14 بليون دولار، فامتدت اذرع العملاق الاسطورية عبر نصف الكرة الارضية، إذ ان شركة "يونيفرسال" هي ايضاً جزء من كارتيل الاتصالات الفرنسي "فيفاندي"، فلم تمنع احوال السياسة التي تباعد بين باريس وواشنطن، لقاء مصالح الشركات في الاعلام العالمي. وتُذَكِّر الصفقة باندماج مماثل حدث في نهاية القرن العشرين، واعتبره البعض، ربما عن حق، نقطة تحول في تاريخ الاعلام وشركاته. والمقصود شراء شركة الانترنت "ايه او ال" AOL ل"تايم وارنر - سي ان ان" CNN في العام 1999، بمبلغ 22 بليون دولار، ما اعتبر، حينها، اضخم صفقة في تاريخ الشركات. الصفقة الراهنة تدمج بين نوعين اساسيين من فن الترفيه، اي السينما والتلفزيون، لكنهما يلاقيان منافسة صاعدة من عالم الالعاب الالكترونية. وأدت الصفقة الى ولادة شركة "سي ان بي سي يونيفرسال" التي ستملك خمسة الاف شريط سينمائي ومجموعة ضخمة من استوديوهات الافلام ومواقع تصويرها في مجال السينما، هي ممتلكات "يونيفرسال"، تضاف الى 32 الف مسلسل تلفزيوني واقنية "يو اس ايه نيتورك" و"تيلموندو" و"سي ان بي سي"، التي كانت في حوزة شبكة "ان بي سي". من يذكر فيلم طفل الفضاء "اي تي"، من اخراج الاميركي ستيفن سبيلبيرغ، الذي ادمى قلوب المشاهدين على مر السنين، بحنينه المرهف لعائلته وارضه؟ انتجت "يونيفرسال" الفيلم في اوقات افضل.