لم تكد تنقضي أربع سنوات على الاندماج الضخم بين شركة "اي او ال" AOL للانترنت ومؤسسة "تايم ورنر" الاعلامية، التي تملك مجلة "تايم" وشبكة "سي ان ان" وغيرها، حتى شرعت شركتان عملاقتان في التقارب هما مايكروسوفت وديزني. وكان الاندماج بين "اي او ال" و"تايم ورنر" قد ادى الى ولادة عملاق اعلامي اثار مخاوف من قوة هيمنته على الاعلام العام عالمياً، بما في ذلك الانترنت. وقبل بضعة ايام، حدث شيء مماثل. وقعت شركة "مايكروسوفت"، عملاق نُظُم تشغيل الكومبيوتر وتطبيقاته، اتفاق تعاون مع شركة "ديزني"، احد اشهر الاسماء في عالم الترفيه. ماذا يعني لقاء بيل غيتس وميكي ماوس؟ لقد اُبْقِيَت بنود الاتفاق سراً. وعُلِم انها تسري لسنوات عدة. وتشمل تعاوناً بين الشركتين في مجالات عدة، بحسب الاتفاق، ستحمي "مايكروسوفت" انتاجات ديزني من الافلام واشرطة الكرتون والموسيقى وبرامج التلفزة. وبمعنى آخر، ستعطي "ديزني" ما تنتجه من مواد ترفيه، وهو ما يُشار اليه بمصطلح "المحتوى" Content، الى "مايكروسوفت" لتضعه على برامجها وضمن تطبيقاتها. وهكذا، فإن تطبيق "ميديا بلاير"، مثلاً، سيغتني بصور ميكي ماوس ونشرات تلفزة "اي بي سي" ABC و"اي اس بي ان" ESPN وغيرها. وبذلك يصبح الكومبيوتر الذي يعتمد على نظام "ويندوز" وتطبيقات "مايكروسوفت" محطة ترفيه تغترف من انتاجات شركة "ديزني" وما تملكه من اقنية تلفيزيون واستوديوات سينما وقنوات تلفزة. واذا اخذنا في الاعتبار الرهان الضخم الذي تضعه "مايكروسوفت" على مبادرتها "دوت.نت" .Net للانترنت، فان الاتفاق يوفر مواد ترفيه ناجحة وذات شعبية قوية، ويجعلها في متناول مستخدمي "مايكروسوفت". في المقابل، يوفر الاتفاق لانتاجات شركة "ديزني" الحماية نفسها التي تعطيها "مايكروسوفت" لمنتجاتها. ولجلاء الامر، يبدو وكأن "ديزني" تحاول حماية افلامها، على وجه الخصوص، في وقت تتصاعد فيه ظاهرة الافلام المقرصنة عبر الانترنت، والتي تتحول سريعاً الى اسطوانات رقمية تنافس ما تنتجه شركات الافلام من نُسَخٍ اصيلة. صراع متعدد الاطراف هل ستحتكر "مايكروسوفت" ما تنتجه ديزني؟ الاجابة هي...النفي! فقد صرح بيتر سايمور، نائب مدير قسم التخطيط الاستراتيجي في شركة "ديزني" ان الاتفاق لا يعطي "مايكروسوفت" حقوقاً حصرية في نتاجات ديزني المتعددة. وفي المقابل، يرى البعض ان الاتفاق يلقي بعضاً من الضوء على فسخ الشراكة بين شركتي "بيكسار" و"ديزني"، قبل اسبوعين. والحال ان تلك الشراكة اعطت ديزني بعضاً من انجح افلامها الاحيائية مثل "قصة لعبة" و"البحث عن نيمو" وغيرها. ويدير "بيكسار" ستيف جوبز، الذي يعمل في ادارة شركة "ماك" للكومبيوتر، احد منافسي "مايكروسوفت" الأقوياء. ولطالما تساءلت وسائل الاعلام عن السبب في فسخ تلك الشراكة الناجحة .... وفي السياق نفسه، يُذكر ايضاً ان شركة "ماك" توصلت قبل شهر الى عقد صفقة كبرى مع شركة "هييوليت باكارد" التي اعلنت انها ستتبنى تقنيات "ماك" في انتاج اجهزة لتشغيل الموسيقى الرقمية. والمعلوم ان "ماك" تنتج مشغل "اي بود" iPod للموسيقى الرقمية. وتعتزم "هيولييت باكارد" جعل مشغلتها على نسق "اي بود".