العاصمة الروسية تستعد للحصول على لقب غير مسبوق، فهي قد تغدو قريباً "مدينة يهودية جداً". هذا ما اعلنه كبير حاخامات روسيا بيرل لازار الذي اشاد ب"النجاحات الكبرى في مجال محاربة العداء للسامية" في روسيا. وخلع على موسكو تسمية "اكثر العواصم الاوروبية يهودية"، مشيراً الى ان عمليات بناء الكنس والمراكز اليهودية تجري على قدم وساق في مختلف انحاء روسيا. ولازار الذي جاء من الولاياتالمتحدة الى موسكو قبل بضع سنوات ليصبح فجأة ابرز زعماء اليهود في روسيا، بدا مرتاحاً لاوضاع اليهود وهو يشارك في مؤتمر برلين. وفي حديث لوكالة "انترفاكس" الروسية، تذكر نكتة رافقت مرحلة البيريسترويكا في روسيا، اذ يقال ان الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف استدعى وزير شؤون القوميات وسأله عن عدد اليهود في روسيا. وعندما قيل له ان عددهم زهاء ثلاثة ملايين نسمة، سأل الزعيم السوفياتي وزيره كم منهم سيهاجر اذا فتحت موسكو باب الهجرة، ففكر الوزير قليلاً وأجاب: "نحو ستة ملايين!". ولا شك في ان الرواية التي تظهر خوف اليهود من اعلان انتمائهم الديني والقومي في العهد السوفياتي، لا تعكس حقيقة الوضع الحالي في روسيا، اذ اكد لازار ان نحو مليوني يهودي يعيشون بحرية في المدن الروسية حالياً ويتمركز نصفهم في العاصمة موسكو وحدها. وأشاد بالتقدم الذي تحقق على طريق اجتثاث العداء للسامية في روسيا الذي اصبح اقل كثيراً من فرنسا ودول اوروبية اخرى". واعتبر ان محاربة ما تبقى من مظاهر العداء لليهود تجري "في شكل سريع وسهل جداً"، اذ "فقد كل حكام الاقاليم وأعضاء البرلمان الذين تعرضوا يوماً ولو في شكل غير مباشر لليهود، مناصبهم، في حين لم ينجح في انتخابات مجلس الدوما النواب اخيراً اي مرشح سبق له ان هاجم اليهود". ولكن الحاخام شدد على انه لا يتفق مع قادة اسرائيل على دعوة اليهود الى الرحيل عن روسيا، مشيراً الى ان اليهود الروس يعيشون حياة جيدة وعندهم آفاق للعمل وبناء مستقبل زاهر لابنائهم. ولفت الى ان عدد اليهود الذين عادوا من اسرائيل الى روسيا خلال العامين الاخيرين يفوق بخمسة أضعاف تعداد اولئك الذين هاجروا الى الدولة العبرية. وقال ان العائدين يحتفظون عادة بجنسيتهم الاسرائيلية، ما يعني انهم "لا يخسرون شيئاً".