اعتبر يهود روسيا ان "معجزات" تحصل في سياق علاقاتهم مع الدولة، وأشار رئيس اتحاد الجمعيات اليهودية الى وجود "شراكة متينة" مع الكرملين فيما وجه الرئيس فلاديمير بوتين رسالة الى مؤتمر الاتحاد دعا فيها الى توحيد جهود محاربة الإرهاب والتطرف ومعاداة السامية. واجتمع في موسكو وسط اجراءات امنية مشددة مندوبو الاتحاد الذي تأسس عام 1999 عندما كان بوتين رئيساً للوزراء وحظي بدعمه في مواجهة "المؤتمر اليهودي" بقيادة فلاديمير غوسنيسكي الذي ناصب بوتين العداء. وقال الإيطالي بيرل لازار مؤسس اتحاد الجمعيات اليهودية والذي عين كبير حاخامي روسيا ان الاتحاد "يحظى باحترام القيادة الروسية والدول الأجنبية ودعمها". وأضاف أن "معجزات" تحصل في روسيا إذ يتحسن وضع اليهود بسرعة إذ ان كثيرين منهم "يفضلون روسيا على إسرائيل". واعتبر ان معاداة السامية بدأت "تختفي على المستويين الرسمي والشعبي" في روسيا وأصبح اليهود "مؤثرين في الكثير من نواحي الحياة السياسية والاجتماعية" بما في ذلك النشاطات الدولية. ومعروف ان اليهود يسيطرون على الغالبية الساحقة من المرافق المصرفية والإعلامية والنفظية ولهم حضور كثيف في الحكومة والديوان الرئاسي، في حين ان المسلمين مثلاً، لا يتمتعون بتمثيل يذكر على مستوى القيادات. وأكد لازار ان "كل محافظ مقاطعة او رئيس مجلس بلدي يرى من الضروري الإصغاء لرأي الجمعيات اليهودية" في منطقته، علماً أن نسبة اليهود في روسيا بحسب الإحصاءات الرسمية لا تتعدى واحداً في المئة. وتنسحب مظاهر الاحتفاء باليهود وتكريمهم على إسرائيل التي تجد في روسيا منبراً مهماً لتكريس اشد المواقف تطرفاً، إذ تتسابق محطات التلفزيون في عرض آراء المتطرفين الإسرائيليين من امثال الوزير افيغدور ليبرمان ونائب رئيس الوزراء ناتان شارانسكي الذي يحظى في كل زيارة له لموسكو بلقاء خاص مع بوتين. وفي المدة الأخيرة دعي الى تناول غداء أعد خلاله طعام خاص على الطريقة اليهودية. وأبلغ صحافي روسي رافق وزير الخارجية ايغور ايفانوف في زيارته الى نيويورك "الحياة" ان الوزير اجتمع الى وجوه الجالية اليهودية من دون ان يصطحب معه اياً من أعضاء الوفد، وكرر رئيس الدولة نفسه اللقاء مع اليهود في الولاياتالمتحدة. وقال لازار الذي رافقه ان "اليهود ذهلوا ... ولم يكونوا ليتوقعوا ان يظهر شخص مثل بوتين" لتصبح اوضاع اليهود في عهده "أفضل من اي عهد مضى". والغريب ان بوتين، كما قال لازار، بحث مع اليهود في اميركا العلاقات بين روسيا والعراق وإيران الى جانب قضية الشرق الأوسط. ويذكر ان مسلمي روسيا الذين يشكلون نحو 15 في المئة من السكان يتساءلون لماذا يقيم الرئيس جورج بوش مائدة افطار للمسلمين ويزور مسجداً فيما يمتنع رئيس دولة فيها اكثر من 20 مليون مسلم عن القيام بخطوة مماثلة.